انتماؤنا العربي في خطر / د. صلاح الصافي
الموقف العربي الرسمي والشعبي وصل إلى مرحلة تنذر بالخطر، فكيف أصبحنا نثق بأمريكا وإسرائيل وقوى الاستعمار الغربي، ما زلنا نتذكر كيف نكل الإنكليز باتفاق مكماهون – الشريف حسين واتفقوا مع فرنسا على تقسيم الوطن العربي بينهم بعد أن وقف الشريف حسين معهم وقادة الثورة ضد العثمانيين، وكنا نفتخر بعروبتنا أيام المظاهرات في كل المدن العربية دعماً لفلسطين أو الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي وغيرها الكثير كنا جسدا واحدا إذا اشتكى عضواً تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، وكنى نزهوا بعروبتنا أيام قائد القومية العربية الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله رغم الطعنات التي تعرض لها من إخوته العرب.
ماذا حصل لأمتنا العربية ليصبح الموقف الرسمي والشعبي خانعاً ذليلاً فرحاً بمقتل سيد المقاومة الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله، نعم يمكن أن نفهم المواقف الرسمية للدول العربية لأنها اختارت طريق الخنوع طريق التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني لأن قادتنا همهم بقاءهم على كرسي السلطة وملذات الحياة هي الهدف وكل شيء يمكن أن يداس عليها من أجل تحقيق هذا الهدف وإن اكتظت السجون بكل من يتفوه بكلمة وإن علقت المشانق لكل الأحرار وإن كان القرار الوطني بيد الأجنبي وإن فقدنا سيادتنا وكرامتنا وعزتنا العربية المهم السلطة والكرسي حتى وإن ضحينا بكل المبادئ بكل الأخلاق بكل الكرامة بكل الوطنية، هذا يفهم لملوك ورؤساء استحلوا الحياة ونسوا الآخرة.
لكن ما لا يفهم الموقف الشعبي وكمية الفرح باستهداف رأس المقاومة العربية والإسلامية الشهيد السعيد سماحة السيد حسن نصر الله وكأنه نصر للعرب فهل معقول أن يصل الجهل في الشعوب العربية لهذا المستوى من الانحطاط وهل تمكنت “إسرائيل” والإعلام الغربي من غسل عقول الشعب العربي حتى يهلل لاستشهاد رأس المقاومة والتأييد لضربات العدو على لبنان وإن كان هناك من يبرر هذا الموقف بربطه بسيطرة الطائفية وتغلغلها على المستوى الشعبي وتغذيتها بشكل مسموم من قبل الغرب وبمساعدة الحكام العرب لضمان سيطرتهم على هذه الشعوب، لكن ما لا يفهم هو صمت هذه الشعوب لما تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة واللامبالاة لما يتعرض له هذا الشعب وهم إخوة لنا!! فمن لم تهزه مناظر الجرائم التي ارتكبها العدو الغاصب ولم يتأثر بصور الأطفال الفلسطينيين والنساء الثكلى والدمار الذي لحق بقطاع غزة فليتأكد من انتمائه العربي ولا أقول أكثر من ذلك.
وأختم مقالي بالقول: من فرح بالنصر المزعوم للصهاينة وبدأ يراهن على ضعف وانتهاء حزب الله فليرى لهجة النتن ياهو بعد الزهو الذي كان يشعر به قبل يومين واختفئه عن المشهد الإعلامي وتصريحات قادة العدو أن العملية البرية محدودة وأن هناك اشتباكات كبيرة للــ”جيش” الإسرائيلي مع المقاومين وبعدها يأتي التصريح من القوات الدولية بأنه لا يوجد هناك أي اشتباك أو معارك في الحدود اللبنانية الفلسطينية وهذا يدل على أن الضربات التي وجهتها المقاومة لتجمعات الصهاينة التي أعلنت عنها المقاومة كانت مؤلمة لهم حتى تخيلوا أنهم يشتبكون مع المقاومين ودليل تماسك الحزب تصريح الإسرائيليين عن اعتراضهم لبعض الصواريخ وليس كل الصواريخ في عمق الكيان وأن الصواريخ تدك تل أبيب وصفد وحيفا وعكا، وأسأل الفرحين من العرب أين ينام أكثر من 2 مليون إسرائيلي غير الملاجئ.
المقاومة وبعونه تعالى هي من يحدد نتائج الأرض والنظام الجديد الذي أعلن عنه نتنياهو لن يحدده إلا المقاومون والنصر قادم وهو ناصر المؤمنين.