مالي: تفاصيل جديدة عن ظروف اختطاف التاجر الموريتاني الهيبة وإطلاق سراحه بفدية لـ”فاغنر”
قالت مصادر مطلعة على تفاصيل اختطاف المواطن الموريتاني محمد الهيبة ولد سيداتي لــ”التواصل”، إن الرجل تم اختطافه حين أجّر صاحب دراجة نارية من منطقة كيتي على بعد 100 كم من باماكو ليوصله إلى منطقة يقيم فيها أحد أصدقائه من التجار الموريتانيين، حيث اعترضت طريقهما سيارة تحمل عناصر من فاغنر كادت تدهس دراجتهما النارية، ثم أوقفتهما سيارة أخرى تتبعها ومن هناك تم نقل الرجلين والدراجة النارية في السيارة التابعة لفاغنر إلى منطقة نائية.
وبعد وصول الجميع لمنطقة معزولة عبارة عن قفار، استفسروا الرجلين عن هويتيهما فقال المواطن المالي إنه يحمل الجنسية المالية ويقيم في مالي وأبرز وثائقه المدنية، عندها أطلقوا سراحه دون إعادة دراجته النارية إليه ليعود مترجلا، وحين أبرز التاجر الموريتاني محمد الهيبة ولد سيداتي وثائقه وأخبرهم بوجهته وبعمله كتاجر، هددوه إذا لم يخبرهم بحقيقته، ثم ذبحوا أمامه مواطنا من الفلان وقالوا له إذا لم تخبرنا بحقيقتك فسيكون مصيرك مثل مصير هذا الرجل.
ووفق مصادر التواصل دائما، فقد أصر التاجر الموريتاني محمد الهيبة، على ما قاله سابقا، عندها سألوه ما إذا كان يعرف أحدا في مالي يضمنه فرد عليهم بأنه يعرف تجارا موريتانيين يقيمون في مالي فردوا عليه بأنهم لا يريدون أي موريتاني لأنهم يعتبرون الموريتانيين مثل الأزواديين، فرد عليهم بأن لديه صديقا له من مالي يعمل في التجارة وأعطاهم رقم هاتفه، ولما اتصلوا به أخبرهم بأنه يعرفه وأنه مواطن موريتاني يمارس التجارة وخاصة تجارة السيارات وأكد لهم أنه صديقه وأنه مسالم.
بعد الاتصال بالتاجر المالي طلب عناصر فاغنر من التاجر الموريتاني المختطف دفع فدية 100 مليون فرنك غرب إفريقي لقاء حريته وحياته، لكنه أكد لهم أنه لا يملك هذا المبلغ، فطلبوا منه 50 مليون فرنك فرد عليهم بأنه لا يملكها. وانتهى الحوار هنا مؤقتا، وفي اليوم الموالي وقبل الأخير، نصحه المترجم المالي بأن يتدبر مبلغ 30 مليون فرنك غرب إفريقي (حوالي 18 مليون أوقية قديمة) حتى لا يقتله عناصر فاغنر لأنهم قرروا التخلص منه، وبعد الاتفاق على أن يسعى لتدبر المبلغ اتصل على صديقه التاجر المالي الذي قال له إنه على استعداد لدفع الفدية عنه لقاء حياته، فحددوا للتاجر المالي نقطة يصلها وحده بدون مرافق ومعه المبلغ وهو ما تم بالفعل حيث استلموا منه المبلغ وأطلقوا سراح صديقه التاجر الموريتاني محمد الهيبة الذي عانى كثيرا من التجويع وظروف الاعتقال السيئة في الهواء وهو مقيد.
وبحسب مصادر التواصل فإن السفارة الموريتانية اتصلت بالمواطن محمد الهيبة ولد سيداتي وطلبت منه الحضور لمقر السفارة، إلا أنه اعتذر نتيجة للتعب الشديد بسبب ظروف الاعتقال الصعبة والتجويع الذي تعرض له طيلة الاعتقال، حيث نقل إليه عناصر من طاقم السفارة وأخذوا منه كل المعلومات وأكدوا له أنهم بحثوا عنه في كل مكان دون أن يجدوا له أي أثر، حيث أخبرهم بتفاصيل ما جرى له من طرف عناصر فاغنر حتى وصوله مع صديقه التاجر المالي.