صالح ولد حننه يتحدث لـ “التواصل” عن المعارضة والموالاة ومحاولته الانقلابية ومقتل ولد انجيان وأشياء أخرى (نص الحوار)
أشاد رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني “حاتم” السيد صالح ولد حننا، بما يتحقق من مكاسب في العهد الجديد، مشددا على أن الأمور بدأت تسير في الاتجاه الصحيح وذلك رغم أن عمر النظام الجديد لم يبلغ الحول بعد.
وحمل ولد حننه، في مقابلة مع صحيفة التواصل، مسؤولية مقتل العقيد الراحل محمد الأمين ولد انجيان للنظام مبينا أن القضاء هو من حدد المسؤول عن عملية قتل المرحوم ولد انجيان.
وعن وجود المعارضة اليوم في الساحة السياسية قال ولد حننه إنها موجودة ولكن المعارضة المسؤولة لا تعني الصدام خصوصا إذا كان النظام منفتحا ومسؤولا، كما لا تعني الموالاة التزلف والاندفاع الأعمى، وبالمقابل لا تعني الموالاة المسؤولة التزلف و الاندفاع الأعمى
وإليكم النص الكامل للحوار:
التواصل: كيف تقرأون المشهد السياسي الوطني ما بعد انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ؟
الرئيس صالح حننه: حسب اعتقادي نرى ان المشهد السياسي الوطني ما بعد انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني شهد تحولا إيجابيا خصوصا أننا قادمون من عشرية مريرة من الاحتقان السياسي و كانت الآمال تتطلع إلى شخصية هادئة منفتحة تحسب لكل أمر حسابه، تزن الأمور وتسمع كل الآراء من أجل خلق أرضية توافقية للمشهد السياسي الجديد وهو ما كان بالفعل، والحمد لله؛ حيث تم الانفتاح على المعارضة في خطوة غير مسبوقة وجريئة (استقبال قادتها في القصر الرئاسي، دعوتهم إلى مهرجان المدن القديمة و من ثم مراسيم حفل الاستقلال الوطني ،…) ينضاف إلى هذا الانفتاح السياسي المشهود التحرك الوطني على جميع المستويات لمساعدة المواطن في كل مناشط الحياة نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
- التدخل السريع في سيليبابي جراء كارثة السيول خريف 2019 أيام تسلمه للسلطة
- مواكبة الافتتاح الدراسي من طرف رئيس الجمهورية شخصيا
- اكتتاب 5300 معلما و أستاذا لدعم العملية التربوية
- التدخل غير المسبوق لوزارة الصحة لمعالجة و تحسين وضعية المنظومة الصحية الهشة
- التدخل غير المسبوق لوزارة التجارة من أجل حماية المستهلك من المواد منتهية الصلاحية وإعداد قاعدة بيانات لتنظيم القطاع
- التدخل غير المسبوق لوزارة العدل لتقريب الخدمة القضائية من المواطنين و ذلك بإنشاء مساعدة قضائية على المستوى الجهوي
” التدخل الفوري لوزارة التشغيل بإنشاء منسقيات جهوية للتشغيل و ذلك لامتصاص البطالة على المستوى الجهوي بشكل يضمن الشفافية و توطين الأهالي في مناطقهم الأصلية - زيادة كتلة الرواتب بمبلغ ٤٥ مليون أوقية جديدة
- وضع الحجر الأساس لتوسعة و عصرنة مدينة سيليبابي بعد كارثة السيول الخريف الماضي
- إنشاء مندوبية للتضامن الوطني ” تأزر” لتحسين وضعية المجموعات الهشة و دمجها في الحياة النشطة
- إنشاء مكاتب جهوية لخدمات النقل سيتم تعميمها على مختلف القطاعات العمومية الأخرى لتقريب الخدمة العمومية من المواطنين (خدماتي)
- ظهور تدريجي لانخفاض أسعار المواد الغذائية خلال الأشهر الأولى للنظام و ازدادت انخفاضا و استقرارا في الآونة الأخيرة تكيفا مع جائحة كورونا
- وضع حجر الأساس لمقر جديد للبرلمان الموريتاني بأحدث المواصفات العصرية
- وضع حجر الأساس لمقر المجلس الدستوري لمباشرة مهامه بشكل مناسب
- بدء الأشغال في 40 كلم من الطرق المعبدة في الأحياء الشعبية للعاصمة
- العمل على حل مشكل الماء و الكهرباء في بعض المدن الداخلية
- التدخل السريع و الناجح، بإذن الله، على كافة الصعد لإحراز مكاسب استباقية للوقاية من جائحة كورونا ،
كل هذا و غيره ساهم في استقرار المشهد السياسي و تعاطي المواطنين و مختلف الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية معه بشكل إيجابي
التواصل: يقول المراقبون إنه لا توجد في الوقت الراهن موالاة ولا معارضة … أين أنتم من هذا الطرح ؟
الرئيس صالح حننه: لا أوافق هذا الطرح، لكن المعارضة المسؤولة لا تعني الصدام خصوصا إذا كان النظام منفتحا ومسؤولا، وبالمقابل لا تعني الموالاة المسؤولة التزلف و الاندفاع الأعمى.
لقد تعودنا على فترات كان فيها النظام حديا يرفع شعار من ليس معنا فهو ضدنا، و هذا غير سليم بالمرة لأن الدولة للجميع وينبغي أن تدار بشكل قانوني يعطي لكل ذي حق حقه، أما الآن فالمعارضة موجودة و أخذت دورها العادي المتمثل في النصح و التوجيه و ليس الصدام و المواجهة الذي كان يطبع الأنظمة السابقة .
التواصل: كيف تقيمون أداء الحكومة بشكل عام و تعاطيها مع أزمة كورونا و الإجراءات التي صاحبتها ؟
الرئيس صالح حننه : أعتقد أنني أجبت عن شقي هذا السؤال في جوابي الأول ، لكن لا بأس إذا لخصت لكم جوابي وقلت إن الحكومة واكبت منذ وهلتها الأولى هموم المواطن في تنفيذها لبرنامج رئيس الجمهورية الهادف إلى تحسين ظروف السكان و ترقية الفئات الهشة و دعم الوحدة الوطنية و نشر الطمأنينة بين صفوف المواطنين، أما تعاطيها مع جائحة كورونا فقد كان يتميز بالفعالية و النجاعة من خلال الإجراءات الاحترازية التي آتت أكلها و لله الحمد و التي نوصي بتعزيزها ما أمكن ذلك ما دام الخطر موجودا في دول الجوار و يحصد الأرواح في العالم
التواصل: هل ترون أن النظام الحالي يسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق ببناء دولة القانون و المؤسسات و خدمة المواطن ؟
الرئيس صالح حننه: نعم أعتقد أنه، و الحمد لله، يسير في الاتجاه الصحيح ، فرغم أنه في سنته الأولى و الحكم عليه مازال مبكرا إلا أن تعزيزه لمؤسسة المعارضة ودعمه لحرية الصحافة والحديث عن محكمة العدل السامية كمؤسسة دستورية ظلت معطلة لفترات طويلة من تاريخ البلد و تعزيز الدور الرقابي للبرلمان، كل هذا وغيره، يعتبر مؤشرا إيجابيا على أن النظام الحالي يسير في الاتجاه الصحيح .
التواصل: اسم الرئيس صالح ولد حننا مرتبط في أذهان غالبية المواطنين بمحاولتكم الانقلابية الشهيرة عام 2003 . هل في هذه المحاولة ما يشعركم بالندم ؟
الرئيس صالح حننه: كلا …! ليس في هذه المحاولة ما يشعرنا بالندم ؛ فهي محاولة من أجل الحرية و الانعتاق ؛ حرية المواطن من الظلم و الاستبداد و انعتاق الوطن من التخلف و الخذلان .
لقد ضحينا بأرواحنا و رتبنا و أولادنا و ذوينا من أجل الوطن و المصالح العليا للمواطن ولم نندم على ذلك يوما واحدا لأنه في سبيل إحقاق الحق و إقامة العدل .
التواصل: من برأيكم يتحمل مسؤولية مقتل العقيد المرحوم محمد الأمين ولد انجيان ؟
الرئيس صالح حننه: النظام هو من يتحمل المسؤولية، أما نحن فلا نعتبر القتل ورقة ضغط على أي طرف من أجل نجاح محاولتنا و الكل يعرف أننا ما جئنا لنفسد في الأرض. و يمكن الرجوع إلى حكم المحكمة التي تحمل وزارة الدفاع مسؤولية قتل المرحوم محمد الأمين ولد انجيان .
التواصل: هل حصل بينكم لقاء أو حديث أو تواصل من أي نوع مع الرئيس ولد الطايع ؟
الرئيس صالح حننه: لا أبدا لم يحصل بيننا أي لقاء أو تواصل .
التواصل: بم تنصحون الحكومة هل هناك مأخذ على أدائها ؟
الرئيس صالح حننه: أنصح الحكومة بإقامة العدل لأن العدل هو أساس الملك و بوصلة الحق و قوام الأمن و الرخاء. أما المآخذ فغير موجودة لحد الآن
التواصل: ما هو تقييمكم لعمل لجنة التحقيق البرلمانية ؟
الرئيس صالح حننه: ليس لدي تقييم جاهز إلى حد الآن ، فالوقت ما زال مبكرا ، لكن أعرف أن هناك إرادة جادة من طرف النظام الحالي لتعزيز الدور الرقابي للبرلمان كما أسلفت، و أعرف كذلك أن اللجنة مع ما ستستعين به من خبراء قادرة على القيام بما يلزم في هذا المجال .
التواصل: ترقد بلادنا على ثروات هائلة، فلماذا الفقر و الحرمان ؟
الرئيس صالح حننه: لقد أنعم الله علينا بهذه الثروات الطبيعية الهائلة كما هو معروف و الحمد لله، لكن الفساد المستشري في بلدنا منذ عقود كالنار في الهشيم هو الذي جعل أبناء هذا الوطن العزيز يصارعون الموت فوق كنوزهم الزاخرة بدون مغيث. وللأسف و هو ما حركنا سنة 2003 لتلافي الوضع حينها و هو كذلك ما جعلنا ندعم النظام الحالي لنساهم معه في تصحيح المسار و أرجو أن يتاح لنا ذلك
التواصل: ما هو تقييمكم لنظام الرئيس السابق ” عزيز ” ؟
الرئيس صالح حننه: لن أقول إلا ما قلت له ما زال رئيسا خشية أن يكون تقييمي جاء متأخرا . لقد كنا رقما صعبا في المعارضة آنذاك و كان تقييمنا واضحا و معروفا؛ تقييمنا لأدائه السلبي بكل المقاييس و لسياسته الأحادية و لفساد حاشيته المشهود، ارجعوا إلى أنشطتنا السياسية و الفكرية ضد نظام الرئيس السابق تجدون تقييمنا بكل وضوح في وجه سلطانه و نظامه .
التواصل: بعيدا عن روتين السياسة تحدثوا لنا عن صالح ولد حننا الإنسان من حيث الهوايات و الطموح …
الرئيس صالح حننه: أحب المطالعة أما طموحي فهو بناء و ازدهار الوطن
التواصل: ماذا تمثل لكم الكلمات التالية: النصر، الشاي، الأدب الشعبي، السفر؟
الرئيس صالح حننه :
النصر : أمانة و مسؤولية ينبغي الصدق في التعامل معه و مع ما يترتب عنه
الشاي: روح الجماعة
الأدب الشعبي : روح التراث
السفر: فوائد و تجارب
التواصل: شكرا جزيلا
حوار: أحمد ولد مولاي امحمد
عبدو سيدي محمد