تغيّر المناخ.. ذوبان غير مسبوق في الأنهار الجليدية الاستوائية
في حدث مُثير للقلق قد يُنذر بذوبان الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم في المستقبل، كشفت دراسة تحليلية جديدة أنّ الأنهار الجليدية الاستوائية الواقعة على ارتفاعات عالية في جبال الأنديز، أصبحت أصغر مما كانت عليه منذ العصر الجليدي.
ووجدت الدراسة التي نشرتها مجلة “ساينس” العلمية، أنّ الأنهار الجليدية الاستوائية تراجعت على مدى العقود الأخيرة، وأصبحت الآن أصغر مما كانت عليه منذ 11700 عام على الأقل، ما يجعل المناطق الاستوائية أول منطقة كبيرة توثّق مثل هذا التراجع.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أنّ الباحثين قاموا بقياس تركيزات عنصري “البريليوم 10″ و”الكربون المشعّ 14” في الصخور المكشوفة حديثًا على هامش 4 أنهار جليدية تمتد عبر جبال الأنديز، لمعرفة تاريخ عمليات ذوبان الجليد السابقة.
ارتفاع غير المسبوق في حرارة المناطق الاستوائية
وتتكوّن عناصر “البريليوم 10″ و”الكربون المشع 14” في الصخور عندما تخترق الأشعة الكونية القادمة من الفضاء الخارجي الغلاف الجوي للأرض، وتتفاعل مع العناصر التي تُشكّل سطح الأرض. ويُساعد اكتشاف هذه العناصر على تتبع آخر مرة تعرّضت فيها الصخور للأشعة الكونية.
وقال الباحث المشارك في الدراسة أندرو غورين، في بيان صحفي نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية: “لم نجد أي أثر لعنصر البريليوم 10 أو الكربون المشع 14 في أي من عينات الصخور الـ 18 التي قمنا بقياسها أمام 4 أنهار جليدية استوائية. وهذا يعني أنّه لم يكن هناك أي تعرّض مسبق كبير للإشعاع الكوني منذ تشكل هذه الأنهار الجليدية خلال العصر الجليدي الأخير”.
واعتبر الباحثون أنّ نقص عناصر “البريليوم 10” و”الكربون المشع 14″، دليل على الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة في المناطق الاستوائية، والاحتباس الحراري العالمي الناجم عن تغيّر المناخ، والذي تسبب في ذوبان الغطاء الجليدي للأنهار الجليدية.
وحذّروا من أنّ الاحتباس الحراري حول العالم، قد أدى بالفعل إلى رفع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 أو درجتين مئويتين، وأنّ المزيد من الذوبان سيطال الأنهار الجليدية الأخرى في جميع أنحاء العالم.