أخبار عربية ودولية

النازحون شمالي الضفة الغربية يواجهون ظروفا صعبة وسط توسيع الاحتلال الصهيوني للعملية العسكرية

التواصل- منذ اندلاع حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، تتعرض الضفة الغربية إلى تصاعد في وتيرة الاقتحامات والمداهمات المتكررة، والعمليات العسكرية لــ”جيش” الاحتلال في مدن وقرى ومخيمات الفلسطينيين.

ويغلق “الجيش” الإسرائيلي الضفة الغربية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، ويفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، يشن “جيش” الاحتلال عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، حيث شنت قواته هجمات واسعة النطاق على مدينة جنين، مستهدفة أحياء سكنية بالكامل، ثم توسعت عملياته العسكرية في طولكرم وطوباس شمالي الضفة الغربية.

وفي طولكرم، شمالي الضفة الغربية، تعيش المدينة ومخيماها، طولكرم ونور شمس، أوقاتا عصيبة مع استمرار الحصار المطبق الذي فرضه “جيش” الاحتلال على المنطقة، وتوسع العملية العسكرية لليوم 15 على التوالي، وسط تدمير كامل للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، التي تعرضت للتجريف والتفجير والحرق، وما رافقه من مداهمة للمنازل وطرد غالبية سكانها.

ودفع “جيش” الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية، في الوقت الذي نفذ عمليات اقتحام واسعة للمنازل وسط إطلاقه الرصاص الحي، وسماع أصوات انفجارات ضخمة خاصة في مخيم نور شمس، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين.

نزوح مستمر

ودفعت العملية العسكرية المستمرة لقوات الاحتلال شمالي الضفة، إلى نزوح 30 ألف فلسطيني من مناطقهم خلال الأسبوعين الماضيين، وفي طولكرم نزح 10 آلاف و500 فلسطيني من مخيم طولكرم بشكل قسري أو تحت تهديد السلاح، وفق ما أكده محافظ المدينة عبد الله كميل.

ويتوجه النازحون في المدينة نحو المساجد وبعض مراكز الإيواء المؤقتة، ويعيش المواطنون ظروفا صعبة على أمل العودة إلى بيوتهم.

وعلى كرسيه المتحرك خرج المواطن أحمد الدوش من مخيم طولكرم تحت الرصاص، ويروي أحمد لوكالة “سبوتنيك” الروسية اللحظات الصعبة التي مرت به وقت النزوح، ويقول: “كان إطلاق الرصاص بشكل كثيف وعشوائي، ثم تم النداء علينا للخروج من قبل جنود الاحتلال، وتعرضنا للتفتيش لمدة طويلة، وخرجت على الكرسي من بين الدمار وبصعوبة شديدة، ومن ثم وصلنا إلى هذا المركز ونسمع صوت إطلاق النار والتدمير بشكل مستمر، وأنا هنا لا أستطيع التحرك بسبب وضعي الصحي”.

وأضاف: “هنا يتوفر الطعام والماء، ويقدمون لنا ما نحتاجه من أدوية ومستلزمات، لكني نزحت بدون الكرسي الكهربائي والمعدات التي تساعدني على الحركة، وهنا أحتاج دائما للمساعدة، وأطالب بالعودة إلى بيوتنا، لنستعيد حياتنا ونعيش في سلام”.

وتصف النازحة فايزة عودة رحلة النزوح من مخيم طولكرم، وكيف كانت قريبة من الموت، وتقول لـ”سبوتنيك”: “عندما اقتحم “جيش” الاحتلال المخيم، كنت أحاول الحصول على الخبز، ومن ثم ركضت نحو المنزل، لكني وقعت على الأرض وأصبت برضوض، ومن ثم أغلقت المنزل على عائلتي وعددنا كان نحو 17 فردا، وكنا نجلس في منطقة ضيقة، والرصاص الكثيف في كل مكان، ومن ثم قالوا لنا أخرجوا قبل قصف المنطقة بخمس دقائق، ونزحنا إلى المسجد، مع عدد من العائلات”.

وتضيف: “هنا تتوفر الاحتياجات، لكن هناك ما نحتاجه وهو العودة إلى منازلنا، ولقد تفرقت عائلتي إلى عدة مناطق، وأتمنى أن نعود إلى المخيم ونجتمع من جديد، ونتوقع أن يكون المخيم بوضع كارثي الآن، بعد الدمار الذي لحق به، لكننا سنعود ونعيش في بيوتنا ولو داخل خيمة”.

ويتوزع النازحون في عدة مناطق شمالي الضفة الغربية، وأشار بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى أنَّ “دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، ستتولى إدارة ملف الإيواء المؤقت للعائلات النازحة، بالشراكة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسيتم تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز التدخلات الإغاثية شمالي الضفة الغربية”.

وتقول النازحة إيمان مرعي لوكالة “سبوتنيك”: “نواجه ظروفا صعبة، فهناك مرضى يزداد وضعهم سوء، بسبب ما نواجه من قبل الاحتلال، ووالدي أصيب بسبب هذه الظروف بمرض السكري والضغط، ونترقب أخبارا عن أقربائنا، والجميع ينتظر انتهاء هذه الظروف الصعبة”.

وقال “جيش” الاحتلال إنه يوسع من عملياته العسكرية شمالي الضفة الغربية، مشيراً إلى أنه بدأ ينشط في مخيم نور شمس في طولكرم، وأكد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، أنَّ “الجيش” يوسع من عملية “الجدار الحديدي” شمالي الضفة الغربية، لتشمل مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم.

وفي 21 يناير الماضي، بدأ “جيش” الاحتلال عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها، ووسّع عملياته العسكرية شمالي الضفة الغربية لتصل إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه، فيما بدأ قبل عدة أيام عملية عسكرية في بلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى