الرئيس الجزائري في أول زيارة عمل له إلى نواكشوط الإثنين لإطلاق مشاريع اقتصادية وتنموية
يجري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة إلى موريتانيا، الاثنين، تعد الأولى لرئيس جزائري إلى نواكشوط منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتأتي في سياق تطور كبير ولافت لعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، تعزز بإطلاق سلسلة مشاريع اقتصادية وحيوية بين البلدين.
وتفتح العلاقات بين الجزائر وموريتانيا فصلاً جديداً الاثنين المقبل، بزيارة تبون إلى نواكشوط، بدعوة من الرئيس الموريتانيمحمد ولد الشيخ الغزواني، تعكس مستوى الثقة والعلاقات السياسية بين البلدين، وتسهم في مزيد تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وفتح آفاق هذا التعاون، خاصة مع افتتاح معبر بري وتجاري بين البلدين، وبدء تنفيذ مشروع طريق حيوي يربط البلدين، وإقامة منطقة تبادل حر على الحدود البرية بين الجزائر وموريتانيا.
وأكد مصدر جزائري لـ”العربي الجديد” أن هذه الزيارة “تؤكد حرص الجزائر على إعطاء دفع قوي للعلاقات بين البلدين، انسجاماً مع التوجهات التي تتبناها الجزائر لبناء علاقات مثمرة سياسياً واقتصادياً مع دول الجوار”. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الأخبار الموريتانية في نواكشوط، إن الرئيس الجزائري سيحضر “المؤتمر القاري حول تعليم وتشغيل الشباب والذي ينظمه الاتحاد الأفريقي (الرئيس الغزواني رئيس الاتحاد)، في نواكشوط خلال الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر/كانون الجاري، تحت شعار “تعليم وتأهيل شبابنا من أجل أفريقيا مزدهرة ومتكاملة وديناميكية”.
ويعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أول رئيس جزائري يزور نواكشوط منذ أكثر من ثلاثة عقود، أي منذ آخر زيارة كان قام بها الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد إلى موريتانيا عام 1985، وتعد أيضاً أول زيارة لرئيس جزائري إلى دولة من دول الساحل الأفريقي. وخلال عقدين من فترة حكمه بين 1999 حتى 2019، لم يزر الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة موريتانيا ولا أي من دول الساحل، فيما كان الرئيس محمد ولد الغزواني، قد زار الجزائر خمس مرات منذ عام 2019، من بينها زيارة دولة، كان آخرها مشاركته في احتفالات عيد الثورة الجزائرية بداية الشهر الماضي، كما شارك في منتدى الغاز المنعقد في الجزائر شهر مارس/ آذار الماضي.
وتشهد العلاقات الجزائرية الموريتانية ازدهاراً سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وإطلاق مشاريع حيوية لمصلحة البلدين. ففي 23 فبراير الماضي، كان الرئيس الجزائري تبون ونظيره الموريتاني الغزواني قد دشنا معاً المعبر البري الحدودي بين البلدين، في منطقة تندوف أقصى جنوبي الجزائر، وهو أول معبر بري منتظم يفتح لعبور الأشخاص بين الجزائر وموريتانيا، بعدما ظل عبارة عن منفذ لعبور الشاحنات التجارية فقط، ودخل المعبر البري بين الجزائر وموريتانيا حيز الخدمة في اليوم الموالي. وتم خلال الفترة نفسها وضع أساس إنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر يجري إنجازها، حيث تم الاتفاق على أن السلع والبضائع واضحة الأصل الموريتاني، ستدخل إلى الأسواق الجزائرية بدون ضرائب، كما ستسوق البضائع الجزائرية بدون ضرائب في موريتانيا.
كما تم البدء في إنجاز الطريق الرابط بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، على مسافة 775 كيلو متر، والذي تتولى شركات جزائرية إنجازه وتزويده بمحطات الوقود والراحة، وهو طريق يمثل أولوية اقتصادية واستراتيجية للجزائر، ويتوقع أن يعطي هذا الطريق دفعاً جديداً في العلاقات بين البلدين، ويسهم في تشجيع حركة التجارة وتدفق البضائع بين البلدين وحركة الأفراد والمركبات، وخط نقل تجاري من شأنه أن يشجع التبادل التجاري بين البلدين، ويعزز تدفق السلع الجزائرية إلى موريتانيا وإلى غرب أفريقيا، كما أقامت الجزائر قبل ذلك معرضاً ثابتاً للسلع والبضائع الجزائرية في نواكشوط، وافتتحت أول بنك جزائري في موريتانيا.
وبالإضافة إلى القضايا السياسية والاقتصادية، تشترك الجزائر وموريتانيا في مخاوفهما تجاه الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة. وفي السياق، صرّح وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خلال زيارته الأخيرة إلى نواكشوط، بأن البلدين يشتركان في مخاوفهما حيال التوترات التي تحيط بهما في ظل بيئة إقليمية مضطربة. وأشار إلى أن المنطقة باتت عنواناً لعدم الاستقرار وانعدام الأمن، مؤكداً أن الجزائر وموريتانيا ستعملان على تكثيف جهودهما المشتركة من أجل التأثير بصفة إيجابية على مجريات الأمور لما فيه خير لبلدان جوارهما الإقليمي وشعوبهما