الجيش السوري يستعيد السيطرة على بلدات استراتيجية ويحصّن مواقعه شمال حماة
قامت وحدات من القوات المسلحة السورية العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي، خلال ليلة أمس السبت، بتعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق، وفق ما أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة “سانا”.
كما تمكنت القوات المسلحة، بحسب المصدر، من “تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم، فيما لاذ بقيتهم بالفرار”.
وفي السياق، أفاد مراسل قناة الميادين اللبنانية في دمشق، باستهداف الطيران الحربي السوري والروسي تحركات للجماعات المسلحة في قرى حزارين والركايا بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المراسل أنّ الغارات استهدفت نقاطاً لـ “هيئة تحرير الشام” في محيط خان شيخون جنوبي إدلب، ومورك في ريف حماة الشمالي.
الجيش السوري يستعيد العديد من البلدات في ريف حماة
كما أشار إلى أنّ الجيش السوري يحصّن مواقعه في حماة وشمالها، وهو يقف على خط تماس مباشر مع جنوب إدلب، مؤكّداً استعادة الجيش السيطرة على بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
ولفت المراسل إلى أنّ الجيش السوري “استعاد العديد من البلدات في ريف حماة الشمالي وصولاً إلى ريف حماة الشرقي”.
وتمكّن الجيش السوري من استعادة قلعة مضيق وقرية معردس ومحيطها في ريف حماة، وأيضاً استعاد الجيش السيطرة على بلدتي السمان والجب في ريف حماة، إضافةً إلى 7 قرى أخرى، بحسب مراسل الميادين.
كما شدّد على أنّه “لا صحة للمعلومات التي تُفيد بسيطرة الجماعات المسلحة على قرية محردة ومدينة السقلبية في ريف حماة”، نافياً أيضاً المعلومات التي تُفيد بتقدم الجماعات المسلحة في اتجاه قرية سلمية.
وأوضح مراسل الميادين أنّ الجيش السوري “تصدى لمحاولات تقدم الجماعات المسلحة في أقصى ريف حلب الجنوبي عند مطار أبو الظهور العسكري”، لافتاً إلى أنّ الجماعات المسلحة “فشلت في التقدم والسيطرة على بلدة خناصر في ريف حلب”.
ونفى المراسل المعلومات التي تزعم تقدم الجماعات المسلحة إلى معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في ريف حلب الجنوبي ومحيط مدينة السفيرة، مؤكّداً كذلك أنّ “المعلومات التي تفيد بسيطرة الجماعات المسلحة على بلدتي تل عرن وتل حاصل في ريف حلب الجنوبي غير صحيحة”.
وشدّد على أنّ بلدتي تل حاصل وتل عرن ومدن سفيرة ودير حافر وخفسة ومسكنة في ريف حلب ما زالت تحت سيطرة الجيش السوري.
كما بيّن أنّ الجيش السوري أفشل محاولات تسلل الجماعات المسلحة في اتجاه بلدة سلمى في ريف اللاذقية.
في غضون ذلك، نزح أكثر من مليوني نسمة من مدينة حلب إلى المدن المجاورة بُعيد دخول الجماعات المسلحة.
وبينما يواصل سلاح الجو السوري والروسي دكّ معاقل جبهة النصرة في ريفي حلب وإدلب، أكّد التلفزيون السوري أنّ حصيلة الأيام الـ3 الماضية من تصدي الجيش السوري لمسلحي جبهة النصرة قاربت الألف قتيل منهم.
الجيش السوري: سنواصل عملياتنا
وأمس، أكّدت وزارة الدفاع السورية في بيان أنه “لا صحة للأخبار التي نشرتها التنظيمات الإرهابية حول انسحاب الجيش السوري من حماة”، لافتةً إلى أنّ “هناك وحدات عسكرية تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة”.
وقالت الوزارة إنّ “وحدات قواتنا المسلحة تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة وهي على استعداد كامل لصد أي هجوم إرهابي محتمل”.
وبالتزامن، شدّد الجيش السوري، على أنه “سيواصل عملياته والتصدّي للتنظيمات الإرهابية لطردها، واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل حلب وريفها”.
وقامت وحدات الجيش السوري بإعادة الانتشار نحو مطار حلب الدولي، من أجل منع تدمير أحياء المدينة، في حين تقوم طائرات الجيش باستهداف تجمعاتهم في حلب وريفها.
بدوره، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، القضاء على نحو 300 مسلّح على الأقل في محافظتي حلب وإدلب شمالي سوريا، بالتعاون مع الجيش السوري.
وقال نائب رئيس المركز، أوليغ إغناسيوك، في إفادة صحافية إنّه “تمّ تنفيذ ضربات بالصواريخ والقنابل على أماكن تمركز المسلحين ونقاط للمراقبة، ومستودعات للذخيرة ومواقع للمدفعية، وجرى القضاء على ما لا يقل عن 300 مسلح، وذلك على مدار 24 ساعة”.
يأتي ذلك، بعد أن شنّت التنظيمات المسلحة، والمنضوية تحت ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من المسيّرات، هجوماً واسعاً من محاور متعددة في جبهتَي حلب وإدلب.
حراك دبلوماسي
وبالتوازي، يبرز حراك دبلوماسي لا يقل أهمية عن ما جرى على الأرض، حيث أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد، اتصالات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأيضاً مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، حيث كان محور المحادثات تأكيد الأسد أنّ الجيش السوري سيدافع عن الأراضي السورية، في مقابل دعم واضح في كلام السوداني وبن زايد للحفاظ على سلامة سوريا ووحدة أراضيها، بحسب مراسل الميادين.
وأضاف المراسل أنّ هذا الحراك مهم في توقيته، فيما ستستقبل دمشق اليوم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، الذي سيجري محادثات مع القيادة السورية، عنوانها الرئيسي الهجوم الكبير الذي يحمل أبعاداً إقليمية واضحة، ومن ثم سوف ينتقل إلى أنقرة لاستكمال هذه المباحثات.
الميادين نت