على "اللجنة الوزارية" إعلان فشلها وعلى وزير الصحة أن يستقيل

أربعاء, 27/05/2020 - 23:23
من ارشيف صحيفة التواصل

سجلت موريتانيا 12 حالة وفاة في شهر مايو وحده وحالة وفاة في شهر ابريل، وهي حالات تنم جميعها إما عن الإهمال أو التقصير باستثناء حالة أو اثنتين

من أولويات لجنة (سامية) وكبيرة كاللجنة الوزارية هذه، أن تحافظ على حياة المواطنين وخاصة أولئك الذين يقبعون في الحجر الصحي (تحت رعاية اللجنة ووزارة الصحة) وأولئك الذين اتصلوا على الرقم الأخضر للإبلاغ عن حالات اشتباه وكذلك كل من دخل المستشفى ولديه أمراض مزمنة مع الإصابة بفيروس كورونا أو بدون إصابة به، إذ يفترض أن تعبئ اللجنة، بالتنسيق مع وزارة الصحة، كافة الطواقم الطبية المعنية بما في ذلك الأطباء المتخصصون ليكونوا على أهبة الاستعداد لكل حالات طارئة وكل حالات معقدة، وهو ما لم يحدث...؟!!

توفيت سيدة في الحجر الصحي بعد يومين فقط من المرض، لم يتم الكشف عليها ولا إجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة أسباب معاناتها، ولم يكشف عن إصابتها بالفيروس إلا بعد وفاتها؟!! نفس الشيء حصل مع حالات أخرى لم تعلن إصابتها بالفيروس إلا بعد الوفاة رغم أن بعضها كان تحت رعاية مفترضة لوزارة الصحة وبالتالي للجنة الوزارية؟!

رجل توفي بعد حوالي يومين من اتصال ذويه بالرقم الأخضر دون جدوى ليصل إلى المستشفى مع أهله فيلفظ أنفاسه هناك، رحمه الله تعالى ورحم الجميع.

كل حالات الوفاة الــ 13 متشابهة وتنم جميعها عن تقصير وإهمال ولا مبالاة اللجنة الوزارية ووزارة الصحة وارتباك الطواقم الطبية التي يبدو أنها تعمل بعشوائية واضحة بدون خطة مدروسة لمواجهة الفيروس، وبدون تنسيق بينها.

فبدلا من التركيز على الحالات التي يعاني أصحابها أعراضا تتطلب تدخلا سريعا، حتى ولو لم يكن أصحابها مصابون بفيروس كورونا، يتم التركيز لدينا على إحصاء عدد الحالات الإيجابية ولا يهم إن كانت بعد وفاة أصحابها أو كانت بدون أعراض...!! ما هذا يا إلهي ؟! أين نحن ؟! وإلى متى هذا التهاون والتقصير في حق المواطنين والمرضى منهم خاصة؟!

لو كنت وزير الصحة لقدمت اعتذاري لكل ذوي الضحايا وتحملت مسؤولية وفاة من كانوا منهم في الحجر الصحي ومن كانوا في المستشفيات يخضعون لــ (العلاج) ولتحملت مسؤولية معاناة المحجورين ولقدمت استقالتي فورا حتى لا تسجل حالات وفيات جديدة على مسؤوليتي، وحتى لا يوثق المواطنون مزيدا من معاناتهم في الحجر أو في المشرحة على مسؤوليتي.

كذلك على رئيس الجمهورية أن ينزع صفة الوزارية عن اللجنة الوزارية المكلفة بمحاربة فيروس كورونا ويعيد تشكيلها من متخصصين وفنيين وخبراء من مختلف التخصصات والقطاعات على أن تكون لدى أعضائها رجاحة عقل وخبرات وتجارب تكفي لإدارة أزمة كهذه، فمعظم وزرائنا لا يصلح لهذا.

نحن أمام فيروس ضعيف، يقتله الصابون وتقي منه كمامة، ولم يعد فتاكا، لكننا نحن الأضعف لأننا مرتبكون وخائفون وبلا خطط عقلانية ولا برامج مدروسة لمواجهته، لذلك توفي لدينا أكثر مما توفي لدى كل دول الجوار قياسا بالحالات المسجلة لدينا ولديهم؟!

وليس من يقبعون في الحجر بأفضل حالا ممن توفوا بسبب الفيروس، لأنهم يعانون بفظاعة كافة أشكال الإهمال، كما روى أغلبهم في تسجيلات صوتية ومصورة عن زنزانات الحجر وما يعانونه فيها من تقصير وإهمال.

فيروس كورونا أرحم بكثير من (رعايتكم) فتوقفوا ودعوا الناس تموت في بيوتها أرحم لها.

أوقفوا الاستهتار بحياة مواطنينا... فلستم مؤهلين لرعايتهم ولا لحمايتهم وإنما للتحصيل فقط ...

لقد فشلت لجنتكم في كل شيء، في الوقاية وفي العلاج وفي تأمين الغذاء والدواء للمواطنين، فماذا ننتظر منكم بعد كل هذا؟!

 

أبو محمد

 

زاوية "بلا قناع" يومية التواصل العدد 580 بتاريخ 28 مايو 2020