لا شك أن هذه الجائحة قد غيرت سلوكيات درج عليها الناس وفرضت نوعا من الانضباط الطوعي أو القسري احيانا لذلك يجب أن نستفيد من هذه الوضعية التي فرضت نفسها ونبني ثقافة وقائية مجتمعية بضوابط وآليات يحددها المختصون كما يجب التفكير من الآن فصاعدا في وضع استراتيجية محكمة لسد الفجوة الغذائية في مجال الحبوب والخضروات والأشجار المثمرة وزراعة الاعلاف بشكل يضمن عدم اعتمادها كليا أو جزئيا على ما يجود به الجيران من منتجات لا نتحكم في جودتها ولا مميزاتها ولا مدى انتظام تزويد سوقنا المحلية بها وانطلاقا من تجربتنا البسيطة في هذا المجال أود أن اثير نقاشا حول هذا الموضوع علنا نخرج بخلاصات مفيدة يمكن أن تكون معينة لصناع القرار في وضع استراتيجية هدفها تحقيق استقلال غذائي نحن بأمس الحاجة إليه ومن المحاور المهمة التي اقترح أن يدور حولها النقاش ما يلي
تحديد مناطق الإنتاج وتوزيعها حسب انواع المحاصيل التي تجود فيها
تفعيل الخريطة البيدولوجية إن وجدت لتمكين المختصين من تحديد مدى موائمة المحاصيل لمناطق معينة
فيما يخص مناطق الإنتاج يمكن تمييز ما يلي
منطقة أعالي النهر والمنطقة الوسطى وهذه مناطق صالحة نظريا لزراعة الأرز وبقية محاصيل الحبوب كالدخن والذرة بالإضافة إلى البقوليات خاصة اللوبيا وهنا يجب التنويه أن الاستراتيجية المقترحة يجب أن تأخذ في الاعتبار تحسين طرق الزراعة التقليدية ومدها بالميكنة الضرورية والبذور المحسنة وذلك لزيادة الإنتاج وتعظيم المردودية كما أن مجال أنتاج الأرز هو الآخر يجب أن يستفيد من نظام استصلاح مدروس تتكفل الدولة فيه بجانب البنى التحتية الضرورية وتسهيل الحصول على الميكنه الزراعية وتسهيل ظروف الولوج إلى القروض الميسرة غير الربوية وانشاء تأمين زراعي كما أن معيرة هذا القطاع ووضع ضوابط لطرق الإنتاج ووجود نموذج يأخذ في الاعتبار المعايير الفنية في الاستصلاح مما يضمن للمزارع الاستثمار الٱمن كما أن إعادة الاعتبار للبحث الزراعي وإقامة محطات بحثية في مناطق الإنتاج ومدها بالكادر الفني والمتطلبات اللوجستية وربطها بالمؤسسات البحثية الإقليمية والدولية سيعطي لامحالة دفعا لهذا القطاع وفي هذا الإطار لابد من التركيز على توفير البذور المحسنة التي تعد العامل الاساس في العملية الإنتاج وقد شهد هذا المجال انتكاسة غير مسبوقة منذ نهاية التسعينات مما يتطلب عملا جادا لانتشال هذه المكونة ومن الأمور المهمة في هذا المجال إعادة الحياة لمركز مراقبة جودة البذور وجعله مؤسسة مستقلة قابلة للحياة ومراجعة التراخيص ،،،،،،
منطقة الدلتا وهذه المنطقة يجب أن تستغل في إنتاج الخضروات وبالكرق غير التقليدية حيث يمكن على مدار السنة انتاج غالبية الخضروات وهنا يجب التنويه إلى الطرق الحديثة في الإنتاج هي التي يمكن الاعتماد عليها من طرق ري حديثة وزراعة محمية بالإضافة إلى استجلاب الأصناف عالية الانتاجية والمتحملة كما اعتماد الأساليب الفنية الحديثة ستزيد وبشكل واضح المردودية في القطاع الذي لم يشهد حتى الآن التفاتة من القطاع الوصي رغم أهميته غذائيا واقتصاديا وحتى أمنيا
يتواصل ....
والله من وراء القصد
المهندس محمد محمود سيدي محمد الطالب اعلي