عباس أعلن قطع العلاقات كافة مع "إسرائيل": أبلغت ترامب سابقاً بالقبول بدولة منزوعة السلاح

سبت, 01/02/2020 - 21:05

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "شعوبنا بدأت تنتفض في كل مكان احتجاجاً على صفقة العصر"، لافتاً إلى أن "جميع اللقاءات التي عقدناها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تثمر شيئاً".

وخلال كلمته في الاجتماع الطارئ الذي عقدته جامعة الدول العربية، حول "صفقة القرن"، لفت عباس إلى أن الفلسطينيين "جربوا الطريق المسلح ولم يثمر، وأبلغت ترامب أننا نريد أن نبني دولة وأن شعبنا يريد أن يعيش بأمن وأمان واستقرار واستقلال"، وأضاف "أنني أؤمن بأننا نستطيع أن نعيش بدولة منزوعة السلاح".

وأبرز عباس أنه بعد أن أبلغ ترامب بإيمانه بـ "دولة فلسطينية منزوعة السلاح" بشهرين أقفل الرئيس الأميركي مكتب فلسطين في واشنطن، وأعلن القدس "عاصمة لإسرائيل".

وتابع "أبلغنا الإسرائيليين والأميركيين برسالتين الأولى وصلت إلى نتنياهو والثانية إلى مدير "سي آي ايه"، فرسالتنا إلى الأميركيين والإسرائيليين أنه لن يكون هناك أي علاقة معكم بما في ذلك العلاقات الأمنية".

وكشف عباس أن الاستخبارات المركزية الأميركية كانت تؤيد رؤيتهم للحل، وفق ما أكد مسؤولوها في اتصالاتهم معهم، لكن وبعد الإعلان عن "صفقة القرن"، قال عباس إنه رفض استلام الخطة والتحدث مع ترامب وتسلم أيّ رسالة منه، "لأنه كان سيبني على ذلك للإدعاء أنه تشاور معنا، فالأميركيون يريدون أن تكون عاصمة فلسطين أبو ديس أي قرية صغيرة في القدس، وبمجرد أن قالوا إن القدس عاصمة لإسرائيل رفضت الخطة ولا أقبل أن يسجل تاريخي أني قبلت بذلك ".

وقال عباس إن الضفة الغربية وغزة تشكلان 22% من فلسطين التاريخية "ورضينا بذلك، والآن يريدون أخذ 32% من هذه المساحة"، مبدياً اعتقاده أن "ترامب لا يعرف شيئاً عن الخطة والمسؤول عنها ديفيد فريدمان وجاريد كوشنر وجايسون غرينبلات".

وأضاف أن الولايات المتحدة هي الراعي الأساس لوعد بلفور، وأنها " لم تكن تعرف بالمفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين والتي سبقت اتفاق أوسلو". والآن "يريدون مني الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وأنا أعرف تماماً أنها ليست كذلك"، وتابع "يريدون مني أيضاً القبول بضم القدس وتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وإلغاء حق العودة ونزع سلاح غزة".

الرئيس الفلسطيني أوضح أن نتنياهو لا يؤمن بالسلام، "والدليل على ذلك أنه لم يحصل خلال عهده أي تقدم في عملية السلام".

وأكد أن "صفقة القرن" تلغي قرارات الشرعية الدولية وتكرس شرعية ترامب، مؤكداً عدم قبولهم أن تكون أميركا وحدها راعية للسلام "لأننا جرّبناها".

من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مستهلّ الجلسة "لسنا من أنصار المواقف العنترية بل ندرس بعمق ما يطرح علينا، في وقت يفهم الطرف الإسرائيلي الخطة الأميركية بمعنى الهبة، واليمين الإسرائيلي يعتبرها ضوءاً أخضر للضمّ (الأراضي)".

أبو الغيط أوضح أن الاجتماع يهدف لبحث ومناقشة ما يمكن أن يترتب على الطرح الأميركي من آثار، معتبراً أنه "لا بدّ للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من التفاوض معاً لوحدهما على أساس صحيح يأخذ بالاعتبار تطلعاتهما".

وأكد أن التحديات التي تطرحها الخطة الأميركية يجب أن تدفع الفلسطينيين إلى السعي لرأب الصدع وإنهاء الانقسام. 

وبالتزامن مع جلسة جامعة الدول العربيّة، انطلقت مسيرة احتجاجية في مدينة "باقة الغربية" في فلسطين المحتلة عام 48 رفضاً لـ"صفقة القرن".