مقاطعة أوجفت تحت صدمة التخلف و التهميش و زحف الرمال

اثنين, 13/01/2020 - 22:11

في زيارة خاطفة لمدينة أوجفت العريقة، القديمة، الشامخة، دهشت بعيد وصولي إليها، تجولت بداخلها واطلعت على معالمها الأثرية الجميلة، مدينة ذاع صيتها وازدهارها، كانت قيمتها رفيعة اجتماعيا واقتصاديا و ثقافيا و سياحيا، كانت منبر علم لا يبارى وأهلها أصحاب شهامة عالية وأخلاق فاضلة بحسن الضيافة والمعاملة والعلاقات الوطيدة  فيما بينهم

اليوم انتشرت واتسعت لله الحمد وارتفع مستوى حاجتها للمستلزمات الضرورية وغابت منها وعنها روح المبادرة والعمل الجماعي وبدأت معالم النسيان تلوح في الأفق والإهمال يخيم عليها، قليل من يهتم بأمجادها وما قدمت، انه الملل، التعب المخيم على أرضها التعسة، والساكنة كأنها فقدت الأمل في التنمية والتطور والحياة البسيطة الطبيعية التي يعيشها جميع المواطنين رغم توفر وسائل الاتصال

 لقد تذكرت أيام كان السكان يعيشون متحابين، متكاتفين، متعاونين بأريحية وطيب نفس وبال ونية خالصة و تفاهم، حين كان شيوخ المقاطعة يوجهون الأبناء ويلاحظون عليهم وشبابها حي يقوم بالأنشطة التي تخدم وتسلى المجتمع، وأطرها منسجمون عكس حالهم اليوم، لا هم سعوا فيما يفيدها ولا هم تركوا الشباب يقوم  بذلك، نموا فيه أمراضا كانت معدومة حينها: الحساسيات، النزعات والطائفية، إنها بداية انهيار القيم والأخلاق عندما يتخندق البعض في إطار سياسي ويحشرون فيه الباقي ويسوقونهم كقطيع غنم في زاوية ضيقة لا باب لها ولا ديمقراطية ولا تشاور ولا نقاش والنتيجة حصرا سلبية على  الفرد وعلى الجماعة والمدينة، مدمرة للضمير والسمعة والروح و إهانة للكرامة والشرف،

كل ما لا ينمى القدرات وحل النزاعات ويقرب ويسهل الخدمات، سلبي، فالمدينة في أمس الحاجة للتعليم والصحة والسياحة والتنمية والثقافة والزراعة والتثقيف وتأطير التعاونيات وتشجيعها وتطوريها وتسويق منتوجاتها، كل هذا غائب بشدة ولا أمل

إن التعليم، القطاع المهم، يعيش أسوء مرحلة من مراحله منذ نشأة المدينة، يعاني الكثير من المصاعب والإهمال، النقص الحاد والشديد في المدرسين للأسف الشديد ولا أمل في معالجة الوضعية، (تنازل الأطر والنخب والمنتخبين  والسياسيين عن مهامهم – أسفا- ) مما يجعل المقاطعة تعيش الظروف القاسية وتحتل المؤخرة في مقاطعات الولاية من حيث نتائج  المسابقات الوطنية والتنمية والخدمات والتوظيف، أما الصحة والثقافة بشتى أنواعها فحدث .. ، ليست كغيرها التي تحيي كلها مهرجانات سنوية، هل هذا من غياب الأطر أم النخبة أم الثقافة أم الشباب أم المادة، أم المنتخبون و السياسيون ؟

 لقد زعم الكثيرون أنهم لسانها وحماتها، لكن أتصور أنهم، بكم، صم، عمي، لا يبصرون، فالتخلف سيد الوقف و الجهل ينتشر و الفقر يعم، و الرمال تزحف، يا إلهي، هل من منقذ ؟

تجولت وشاهدت الأماكن الأثرية التي مازالت قائمة، المسجد وبقايا المنازل التي مازالت شاهدا على أن ثمة امة خلت رفيعة كانت وقوية وشامخة، منازل آبائنا و أجدادنا و كذلك رئيس الجمهورية الحالي، كلها خراب ودمار كأنها بقايا كارثة طبيعية ،إنها شرفنا و مجدنا و ستبقى خالدة للجميع، تراثا حيا إلى الأبد

 رحل عنها رجال حرثوا و نموا فيها الحب والكرامة والمجد و الشهامة والأخلاق والصدق والوفاء والاحترام والإخلاص و النبل والكبرياء، يا إلهي، هل ستعود عقارب الساعة إلى الوراء ؟

وهنا و قد وجد المقصد فإني أوجه نداء عاجلا إلى صاحب الفخامة رئيس الجهورية، في إطار برنامجه " تعهداتي" نطالبه  أن يدمج في البرنامج ترميم تراث مدينة أوجفت الأثرية العريقة والقديمة ويصدر تعليماته للجهات المختصة بذلك، ترحما و تكريما و إحياء لمجد أسلافه، ويحيي الأنشطة التي كادت أن تندثر لولا أن بعض الشباب الخيرين الذين تدخلوا و فتحوا المحاظر لاندثرت،

إن مظاهر الحياة الكريمة بدأت تزول و ظهر الانكماش، التهميش و غياب الرؤية والعمل، وزحفت الرمال، هذه مشاكل بنيوية تحتاج المعالجة من الجميع كل من موقعه

لم تستفد المقاطعة من التجارب الديمقراطية بل أحيت فيها الانقسامات والنعرات وتفشت فيها البطالة وظهر فيها الإقصاء وغابت روح التشاور وتبادل المعلومات والعمل  الجماعي

إن مدينة أوجفت كانت شعاعا ومنبرا علميا وقطبا اقتصاديا رفيعا، أهله يتقاسمون الأفراح ويتشاورن، يتداولون في أمورهم ايجابيا

وخلاصة القول، وإن لم أكن أفضل المحبين للمقاطعة، أعرض خدماتي المتواضعة بعيدا عن التصنيف والأمراض التي أشرت إليها، للعمل و طرح خطة ودراسة تنموية بسيطة قابلة للتطبيق يشارك فيها الجميع بدون إقصاء

و هنا أرجو من خالص قلبي من الشباب الحي والأطر و النخب قيادة المبادرة تزعمها ،و أرجو أن  تشرفني الجماعة المهتمة بالموضوع باستضافة جميع الجلسات والنقاشات في هذا الموضوع و على الجميع جمع المعلومات الضرورية :الأماكن الأثرية و السياحية و إرسالها على العنوان التالي :

[email protected]

وما توفيقي  إلا بالله، عليه توكلت 

 

اسلامه ولد محمود

الهاتف: 46458760  

السنة: 11/2019