قدم الدكتور إسلمو ولد أجهاه الطبيب الرئيس لمقاطعة شنقيط مستوصف المدينة العريق الذي تأسس في عشرينيات القرن العشرين إبان فترة الاحتلال الفرنسي، حيث ظل إلى وقت قريب هو الملاذ الوحيد لمرضى المدينة والمناطق المحيطة بها حيث يقول الدكتور اجهاه:
يعود تاريخ تأسيس مركز شنقيط الصحي إلى العام 1926 وهو ما تشهد به البناية العتيقة لهذا المستوصف قبل التوسعة التي تم بناؤها عام 1989، وقد وصلت هنا كطبيب للمركز عام 2015، ويضم المركز مصلحة للحالات المستعجلة بسعة سبعة أسرة إلى جانب قسم للولادة ومصلحة للعلاجات الأولية، وهي مصالح تسهر على تقديم الخدمات الصحية بشكل يومي، كما يسهر طاقم المركز على رقابة المرضى ورعايتهم ومتابعتهم.
سجلات للأمراض المزمنة بالمدينة:
وقد قام المركز بعمليات كشف عن الأمراض المزمنة كالضغط والسكري مثلا، حيث لاحظت منذ بداية عملي بالمركز هنا ارتفاع نسبة السكري في شنقيط وعملنا على الكشف عن حالات السكري والأمراض المزمنة الموجودة هنا في المقاطعة وذلك عبر تشكيل مجموعات تعمل على الاتصال بالسكان في بيوتهم وهو ما مكننا من تحديد نسب هذه الأمراض بما في ذلك السكري حتى استطعنا تسجيل قائمة بالمصابين بهذا المرض في المقاطعة والهدف من ذلك هو متابعة المرضى وحمايتهم من المضاعفات التي تنجم عن هذه الأمراض، وفي هذا الإطار عملنا على توعية وتكوين عمال المركز من اجل تفادي وصف الأدوية التي لا يجوز وصفها لمثل هذه الحالات المزمنة
ولله الحمد تفادينا حصول أي خطأ طبي في هذا السياق، وقد ابتكرنا طريقة جديدة للفحوص بالنسبة لساكنة شنقيط البعيدين من العاصمة نواكشوط حيث نتصل بالطبيب الاختصاصي الذي يتابع معه المريض من هنا ونجري له الفحوص ونرسلها عبر الواتساب إلى طبيبه الذي يرد علينا بما يلزم بخصوص حالة مريضه وذلك لنتمكن من أن يتفادى المريض تكاليف التنقل والدواء وغيرها من التكاليف التي ترتبط بتنقل المريض من شنقيط إلى نواكشوط.
الواتساب في خدمة المرضى
ومن جهة أخرى هناك منظمات غير حكومية أجنبية تجلب معها المعدات والأدوية، حيث قمنا بتهيئة الأرضية لتمكين أصحاب حالات الأمراض المزمنة من الاستفادة من خدمات هذه المنظمات، وتتمثل هذه التهيئة في إحصاء حالات الأمراض المزمنة على مستوى المقاطعة وهو ما مكننا من تسجيل 103 حالات من السكري و 99 حالة من الضغط و 7 حالات من مرض الصرع و 14 حالة من مرض الغدة الدرقية "لكواتر" وقد قمنا بذلك حتى نتمكن من الاستفادة من خدمات هذه المنظمات ونقوم سنويا بتزويد هذه المنظمات بقائمة احتياجات الساكنة من الأدوية التي يحتاجها هؤلاء السكان وحين تصلنا هذه الأدوية نقوم بتوزيعها مجانا ولمدة سنة على المرضى. وذلك بغية تخفيف التكاليف على المواطن وتقريب الخدمات الصحية له والحمد لله هناك تغطية صحية شاملة على مستوى مقاطعة شنقيط بمختلف بلديتيها العين الصفرة وشنقيط ، وهناك تغطية شاملة على مستوى كامل المقاطعة حيث توجد نقاط ثلاث صحية على مستوى بلدية العين الصفرة ونقطة صحية على مستوى بلدية شنقيط إلى جانب وجود المركز الصحي الرئيسي في البلدية
وعن الطاقم الذي يعمل في أقدم مركز صحي في البلد يقول الطبيب الرئيس بمركز شنقيط الصحي الدكتور إسلمو ولد اجهاه إن طاقم المركز يتألف من الطبيب الرئيس بوصفه المسؤول عن كامل المقاطعة إلى جانب عدد من الممرضين أربعة منهم يعملون في المركز وممرض في المركز الصحي بالعين الصفرة ومعه مولدة وهناك ممرض في النقطة الصحية ببلدة تنومند أما بقية النقاط الصحية المقررة فلم يتم العمل فيها حتى الآن.
مشاكل وصعوبات:
وعن المشاكل والصعوبات التي يواجهها مستوصف شنقيط الرئيسي يقول الدكتور اجهاه: لدينا مشاكلنا التي نود أن نتحدث عنها لعل ذلك يسهم في تمكيننا من تقديم خدمات أكثر جودة، ومن هذه المطالب: عدم وجود مختبر وعدم بناء حائط لحماية المركز الصحي، وبالنسبة لمصلحة الولادة فنحن نحتاج إلى توسعة لهذه المصلحة لتلبية احتياجات الساكنة وذلك لتمكيننا من تقديم خدمات مناسبة وفي ظروف ملائمة وهو ما نتطلع إليه مثلما يتطلع إلى ذلك المواطنون.
ويمكننا القول إن التغطية الصحية مرتفعة حتى على مستوى التطعيم والتلقيح، فنحن ننظم حملات على مستوى المقاطعة عموما وإذا لاحظنا وجود نقص فإننا نقوم على الفور بجولة في المقاطعة من اجل تكملة تلقيح وتطعيم بقية الأطفال الذين لم تشملهم الحملة، ولدينا في المركز قائمة بأسماء الأطفال حيث يتم الاتصال بذويهم حالما يحين موعد تلقيحهم حتى تتم العملية وفق النظم الصحية وفي الوقت المناسب
تقرير: أحمد ولد مولاي امحمد
نقلا عن جريدة الشعب
