محامون فرنسيون مكتتبون على حساب الدولة الموريتانية لمطاردة خصوم ولد عبد العزيز

سبت, 28/09/2019 - 18:01

غادر الرئيس عزيز الحكم بعد عشرية سوداء شهدت فيها موريتانيا أبشع أنواع الظلم و الفساد و الجرائم الاقتصادية.

لقد بلغت ديون الدولة خمسة (5) مليارات دولار و و هو رقم غير مسبوق في تاريخ البلد. و تمت تصفية شركات عمومية مثل سونمكس و أنير بعد ان تعرضت لنهب ممنهج على يد عدد من المقربين من الرئيس عزيز.

كما أشرفت على الإفلاس بنفس الطريقة مؤسسات اقتصادية هامة أخرى مثل سونلك و شركة المياه و شركة اسنيم التي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد الوطني.

كما تعرضت الدولة نفسها لعملية سلب واسعة لممتلكاتها العقارية في انواكشوط و انواذيبو طالت مدرسة الشرطة والملعب الأولمبي و المدارس الابتدائية و مقرات الدرك و الموسيقى العسكرية و كذلك المنطقة الحرة و غيرها من عقارات الدولة في مدينة انواذيبو.

لقد شكل بناء مطار أم التونسي هو الآخر - عن طريق صفقة مقايضة غير شرعية - أكبر عملية نصب و احتيال استُغِلَّت فيها خدمات الشيخ الرضا من اجل سلب منازل اكثر من 9000 أسرة موريتانية أصبحت معدمة بين عشية و ضحاها.

وقد تميزت كذلك عشرية ولد عبد العزيز السوداء باضطهاد و قمع المعارضين الذين وقفوا ضد الفساد و الجرائم الاقتصادية التي ارتكبها الرئيس السابق و استفادت منها حاشيته و المقربون منه.

وقد تعرض الشيوخ الذين اسقطوا التعديلات الدستورية و النقابيون و الصحفيون الذين دعموهم للسجن و التنكيل المستمر من طرف الشرطة السياسية.

كما أُرْغِم على المنفى عدد من رجال الأعمال الوطنيين مثل محمد ولد بوعماتو و مصطفى الإمام الشافعي و احمد باب ولد أعزيزي و محمد ولد الدباغ الذين يتعرضون حتى الان للملاحقة و المطاردة المستمرة في الخارج .

و من أجل تصفية حساباته الشخصية مع محمد ولد بوعماتو الذي يعتبره ألدّ أعدائه، اكتتب الرئيس السابق فريقا من المحامين الفرنسيين على نفقة الدولة الموريتانية يضم على وجه الخصوص جمال ولد الطالب و جان لوي ابروكيير و... و لا يزال هؤلاء المحامون الفرنسيون يتقاضون مبالغ كبيرة من بعض شركات الدولة و الوزارات لا لشيء الا لرغبات ولد عبد العزيز الانتقامية. ويتم صرف هذه الأموال بصورة غير قانونية و بطرق ملتوية يتم التستر عليها.

و بالرغم من انهم يعملون منذ سنوات عديدة فلم يفلح هؤلاء المحامون في إحراز اي نتيجة تذكر بل مُنِيَت كل مساعيهم بالخيبة حيث رفضت الشرطة الدولية "إنتربول" طلباتهم مؤكدة ان الملف الذي قدموا ضد محمد ولد بوعماتو لا يستند الى القانون و ان أسباب التهم الموجهة اليه تهم سياسية محضة.

غير أن همَّ هؤلاء المحامين -فيما يبدو - ليس تحقيق نتائج ملموسة بقدر ما هو الاستحواذ على أكبر قدر من الأموال من الدولة الموريتانية.

وقد آن الأوان لأن يضع الموريتانيون حدًّا لتبذير أموالهم و لسياسة الفساد و النهب التي انتهجها الرئيس السابق طيلة العشرية الماضية و التي يحاول العمل على استمرارها بالوكالة بعد مغادرته للسلطة. فالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مطالب اليوم بألاَّ يقبل تحمُّل وزر سياسات كارثية كانت وبالاً على البلاد و أن يرفض بحزم ان يورِّثَه محمد ولد عبد العزيز عداواته و أحقاده الشخصية.

بابه ولد أحمد سالم

[email protected]