غزليَّات على نافذة صيفية ... شعر

اثنين, 02/09/2019 - 22:04

نمر سعدي/ فلسطين (خاص/ التواصل)

ضيفٌ على أرقي..

على نافورةٍ ليليَّةِ الكلماتِ

ضيفٌ لا ثقيلَ الظلِّ والرؤيا

ينامُ على شفاً نهرٍ ويحلمُ..

أو يفكِّرُ كيفَ تطلعُ فكرةٌ من طينِ تمثالٍ

وتزهرُ وردةُ النارنجِ في شقِّ الجدارِ؟!

*

أُلملمُ أشباهيَ الكثيرينَ واحداً واحداً

كملكٍ مخلوعٍ أو كامرأةٍ مهجورةٍ

إلَّا من مرايا شَعرها

*

أُسمِّيكِ نهراً يُطوِّقُ غابةَ ضوءٍ وطينْ

أُسمِّيكِ عبَّادَ شمسِ الحنينْ

جسداً ليسَ تشفى نداءاتهُ

من أنينِ البراعمِ في النهدِ

أو من رمادِ السنينْ

*

لنْ أبحثَ عن معنايَ التائهِ في غيركِ

أو أغلقَ من خلفي ملكوتَ الأسرارْ

شغفي أبديٌّ كالعشبِ النابتِ في سِفرِ الرؤيا..

كالنايِ النائمِ في رعويَّاتِ الأمطارْ

يا غجريَّةُ هذا أكثرُ من تانغو

والقُبلةُ في شفتينا لا تأكلها النارْ

*

 ماذا أفعلُ بطيوركِ المنزليَّةِ؟

بآنيةِ زهوركِ المتروكةِ على نوافذِ الريح؟

بمتاهاتِ نثركِ الشبيهةِ بالمرايا الحلزونيَّةِ؟

بجمالكِ المغسولِ بأنَّاتِ الشعراءِ؟

لا وقتَ لديَّ كي أتتبَّعَ خطى حماقاتكِ

أو لأهشَّ على رقصكِ بقصيدةٍ

أنتِ صفةٌ من صفاتِ الندمِ

في هذا الخريف المتسلِّلِ

*

أبحثُ ليسَ عن الماءِ بل عن دخانِ القصائدِ

عن غيمةٍ في السريرِ أسدُّ بها جرحَ وعلٍ غريبْ

أبحثُ عن خاتمٍ في الظلامِ

وعن رجعِ تنهيدةٍ في كتابِ الحصى

عن مديحٍ لقيلولةِ الظلِّ والكائناتِ

عن الملحِ في الأُغنياتْ

أبحثُ عن سمكٍ في ثيابِ الأنوثةِ ليلاً

لأنجو من الذكرياتِ

ومن شرَكٍ عالقٍ في المجازِ وجسمِ الحبيبْ

*

كفراشةٍ عمياءَ في أقصى المجرَّةِ حائرٌ

أو لستُ أعرفُ ما أُريدُ

وكلَّما حدَّقتُ في وجهِ البحيرةِ تخرجُ امرأتانِ منها

كلَّما مرَّتْ حقولُ القمحِ من قربي

تركتُ البحرَ للنايِ المعلَّقِ في غصونِ التينِ

والمطرَ الوحيدَ على سريري

*

لا أصفُ امرأةً جميلةً

وصفها يتسلَّلُ بينَ يديَّ كالماءِ إلى أوديَّةٍ سحيقةٍ

فلستُ بعدَّاءٍ كي ألاحقَ الأوديَّةَ

أو أضواءَ النجومِ الهاربةِ

أنا مجرَّدُ عازفِ جيتارٍ منسيٍّ

على حافةٍ مرورِ سيِّدةٍ موريسكيَّةٍ

يطاردها شبحُ محاكمِ التفتيشِ

لا أستطيعُ وصفَ دمعتها المصقولةِ

كأواني الفضَّةِ الفرعونيَّةِ

ولا يديها المثخنتينِ بالبياضِ

لأنَّ حروباً غابرةً لا تُحصى

مرَّتْ على جسدها النحيلِ

كحزمةٍ من السنابلِ في غزليَّاتِ لوركا