إشراك المعارضة ضرورة وخيار ايجابي

أربعاء, 31/07/2019 - 20:34

حتى نبتعد ببلدنا عن أجواء التوتر والشحن والانسداد السياسي، يظل من الضروري أن يمد رموز النظام الجديد يدهم لكافة مكونات الطيف السياسي الفاعل بما في ذلك المعارضة التي وصفت على مدى العقد الأخير بالراديكالية، ذلك أن الحوار والانفتاح وإشراك ألوان الطيف السياسي سيخلق الأجواء المناسبة للانسجام والعمل الجماعي كل من موقعه ومكانته، إذ سيتيح لنا ذلك مواصلة مشروع التنمية في جو من الاستقرار الداخلي والهدوء والسكينة ويمكننا من تحقيق تطلعاتنا لبناء مستقبل مشرق يليق بشعبنا الصبور وبلدنا المنهك والمستنزف منذ عقود.

إننا بحاجة إلى مؤسسات سياسية وطنية تسهم بايجابية في العمل التنموي وتتنافس في خدمة المواطن سواء كانت في الموالاة أو في المعارضة، وهي نفس حاجتنا إلى فك العزلة والخناق عن الإعلام "المستقل" الخصوصي، بدعمه غير المشروط، وبتمهينه وضبطه وتنقيته، مثلما تم تقليص الأحزاب السياسية الوطنية وفق معايير موضوعية.

إن السلطة الرقابية للصحافة المستقلة أكثر من ضرورية لتمكينها من رقابة التسيير العام ولتنوير الرأي العام الوطني وتوجيهه لما يخدم المصلحة العامة ووضع عمل المسؤولين على المحك من خلاله تسليط الأضواء المهنية الكاشفة عليه خدمة لعملية البناء والتنمية، فضلا عن دورها كإعلام موريتاني منافس في وجه عالم تتدفق فيه المعلومات بصورة مذهلة ويكاد يغيب فيه إعلامنا بفعل هزاله الممنهج.

تماما مثلما نحن بحاجة إلى محاربة الفساد ونهب المال العام وضمان شفافية الصفقات العمومية ومحاسبة كل المسؤولين عن مختلف شبهات نهب المال العمومي.

إننا بحاجة في المرحلة المقبلة إلى تكاتف الجهود الوطنية وتنقية الأجواء وتحديد الأولويات الوطنية والملامح العامة لسياستنا الخارجية التي تأخذ في الحسبان المحافظة على استقلالية قرارنا السياسي وتضمن سيادتنا الوطنية وتبني مواقف ايجابية تمثل إرادة شعبنا من مختلف القضايا الإقليمية والدولة وتضمن حضورنا الايجابي الفاعل في مختلف المحافل.

ولا شك أن كل هذه التطلعات والطموحات بسيطة ومشروعة وبإمكان صناع القرار تنفيذها لأنها تخدم البلد أولا وتخدم النظام أكثر من غيره، فهل يتحقق هذا الحلم البسيط والساذج لشعبنا الصبور.

أبو محمد

من زاوية بلا قناع – اسبوعية التواصل – العدد 560 بتاريخ 30- 07- 2019