رياضيون هزموا "إسرائيل" وانتصروا لفلسطين

أحد, 28/07/2019 - 00:08
 من يمكن أن ينسى ما فعله الطفل اللبناني مارك بوديب؟

قبل أيام كان بطل من العراق يوجّه لكمة للكيان الصهيوني. البطل هو علي الكناني الذي قرّر التضحية بميدالية معدنية لمصلحة الفوز الأهم وهو الانتصار بميدالية الكرامة ورفض التطبيع مع العدو. لم يفكّر علي مرّتين إذ بمُجرّد أن وضعته القرعة في نصف نهائي بطولة العالم للمواي تاي في تايلاند أمام لاعب من كيان الاحتلال اتّخذ قرار الانسحاب من البطولة.
قرار اللاعب الشاب لقي إشادات العراقيين على المستويين الشعبي والرسمي إذ هنّأه وزير الشباب والرياضة أحمد رياض والنائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي الذي قال إن الكناني عكس موقف العراق الرسمي الذي يرفض التطبيع مع الكيان الغاصِب المجرم تحت أيّ عنوان أو ظرف.
في الحقيقة فإن ما فعله هذا البطل العراقي جاء امتداداً لسلسلة من الرياضيين الذين اتّخذوا مواقف مماثلة مُشرّفة. هذه المواقف جاءت في وقت كانت فيه بعض الدول العربية تستضيف رياضيي الكيان الصهيوني، كما حصل في الدوحة ودبي، وتكرّمهم وتعزف نشيد كيانهم وحتى تستضيف وزيرة الرياضة الصهيونية كما حصل في دبي.
الأمثلة كثيرة في الأشهر الأخيرة للرياضيين الذين رفضوا التطبيع، واللافت أن بعضهم في مُقتبل العمر لكنهم أظهروا عن نضج كبير وعن حسّ وطني ومقاوِم وضعهم في مصاف الأبطال.
من يمكن أن ينسى ما فعله الطفل اللبناني مارك بوديب من مدينة زغرتا البالغ 8 أعوام فقط الذي اشترط على منظّمي بطولة العالم في الشطرنج في إسبانيا عدم مواجهة لاعب من الكيان الصهيوني للمشاركة فيها؟
خطوة مارك ضجّت بها مواقع التواصل وانهالت الإشادات على الطفل وكرّمه اللقاء الاعلامي العربي المقاوم ومعهد الدراسات الدولية والحملة العالمية لمناهضة التطبيع، كما زاره في منزله في زغرتا وفد من المؤسّسة الفلسطينية للشباب والرياضة في منطقة شمال لبنان ومنحه درعاً تقديرية.
كذلك فإن اللاعب اللبناني فادي عيد حقّق انتصاراً وطنياً عندما اتّخذ موقفاً مُشرّفاً بالانسحاب من مباراته أمام لاعب من كيان الاحتلال الإسرائيلي في الدورة الـ 43 لأولمبياد الشطرنج العالمي في مدينة باتومي الجورجية.
أيضاً وأيضاً فإن اللاعب اللبناني بسام محمد صفدية من مدينة صيدا الجنوبية رفض التطبيع بعد انسحابه مع مدرب المنتخب اللبناني، البطل مصطفى الهبش، من بطولة البحر الأبيض المتوسّط لكرة الطاولة في إيطاليا تجنّباً للعب أمام لاعب من الكيان الصهيوني.
ولم يكتف صفدية بذلك بل غادر مع مدرّبه أرض الملعب لرفضهما البقاء في المكان نفسه مع لاعب كيان الاحتلال.
هذه المواقف امتدّت إلى الكويت ممثّلة باللاعب حبيب السبتي الذي انسحب من بطولة روما الدولية للجودو بسبب مشاركة 3 لاعبين إسرائيليين في الفئة ذاتها وتفادياً لمواجهة أحدهم.
وكتب اللاعب الشاب في صفحته على موقع "تويتر": "قبل أيام شاركت ممثلاً بلدي الكويت في بطولة روما الدولية للجودو ولم أستكمل مشاركتي لوجود 3 لاعبين من الكيان الصهيوني معي بنفس الفئة حيث أن مواجهتي لأحدهم كانت أمراً حتميّاً".
وأضاف: "لا يشرّفني اللعب أو حتى التواجد تحت سقف واحد مع ممثلي الكيان الصهيوني الغاصب".
بدورهم فإن الرياضيين الإيرانيين كان موقفهم ثابتاً برفض التطبيع وهذا ما فعله اللاعب علي رضا فيروزجا، عندما انتصر لبلاده ولفلسطين وفضّل الانسحاب والخسارة على اللعب أمام لاعب من الكيان الصهيوني في بطولة "كرنغ" الدولية للشطرنج في ألمانيا.
وكان فيروزجا قد تألّق في البطولة وتمكّن من الفوز بجميع مبارياته في الجولتين الأولى والثانية قبل أن ينسحب لرفضه اللعب أمام اللاعب الإسرائيلي في المباراة الثالثة.
وقبل فيروزجا كان مواطنه لاعب الشطرنج الآخر، أرين غلامي، قد امتنع كذلك عن خوض المباراة أمام لاعب من الكيان الصهيوني في بطولة ريلتون في السويد.
أما بعد هذين اللاعبَين الإيرانيين فإن مواطنهما، أمير حسين عرب، امتنع عن خوض النزال النهائي أمام لاعب من كيان الاحتلال في بطولة دولية للكاراتيه "كيوكوشين" أُقيمت في بلغاريا قبل فترة، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم.
وقال اللاعب اليافع (16 عاماً) في تصريح أدلى به لوكالة أنباء "فارس": لقد بلغت النزال النهائي بعد فوزي على منافسين من روسيا وبلغاريا وتركيا لكنني امتنعت عن خوض اللقاء مع إسرائيلي بلغ النهائي أيضاً".
وأضاف: "بعد أن قرّرت عدم خوض اللقاء رأيت اللاعب الإسرائيلي يقترب مني قائلاً: "إنك تستحق هذه الميدالية (الذهبية) وأنت أجدر بها مني".
وتابع قائلاً: "عندما رأيته يتحدّث عن الحقوق قلت له إن كنتم تعترفون بالحقوق فاذهب إلى كيانك وأعيدوا للشعب الفلسطيني ما نهبتموه منه".
هذه أمثلة لرياضيين خسروا الميداليات المعدنية لكنم حقّقوا الأهم بأنهم انتصروا لفلسطين وقضيتها العادلة ومظلومية شعبها ليستحقّوا أوسمة برتبة أبطال ضد التطبيع.

 

المصدر : الميادين نت + وكالات إيرانية