تحليل: الجزائر تُسقط السنغال على طريقة الملاكمة

جمعة, 19/07/2019 - 22:52

كووورة - محمد حسين

هل شاهدت من قبل مباراة للملاكمة؟، إذن دعنا نختصر لك مباراة نهائي كأس أمم أفريقيا بين الجزائر والسنغال، اليوم بأنها كانت أشبه بمواجهات تلك الرياضة، التي يحاول كل طرف فيها حماية وجهه من لكمات الخصم، بينما يتحين الفرصة لإسقاطه بضربة مفاجئة.

الجزائر بطلة للكان بعدما قدمت مستوى رائعا منذ اللقاء الأول وحتى المباراة النهائية أمام السنغال، صحيح أن هذا المستوى لم يكن في قمته اليوم لكن هذا الأمر يبدو طبيعيا لقوة المنافس من ناحية، وللرغبة الكبيرة في الحفاظ على الهدف الذي سجله بغداد بونجاح مبكرا من ناحية أخرى.

طريقة واحدة

بدأ جمال بلماضي، المدير الفني للجزائر بتشكيلته وطريقته المعتادة، رايس مبولحي في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي مندي وبلعامري، وبن سبعيني، وزيفان، وفي الوسط فيجولي وبن ناصر وقديورة، وفي الأمام بونجاح والبلايلي ومحرز، بالرسم التكتيكي 4-3-3.

بطريقة مشابهة لعب منتخب السنغال (4-3-3)، حتى عدل أليو سيسيه الرسم التكتيكي ولعب بثنائي في الهجوم من أجل إدراك التعادل في آخر ربع ساعة، معتمدا على انطلاقات ماني وسار خلف نيانج، إلى جانب دعم ثلاثي الوسط والأطراف.

نقطة تحول

منح الهدف المبكر لبونجاح الأفضلية لمنتخب الجزائر دون شك، فقد أصاب لاعبي السنغال بصدمة كبيرة وأربك حسابات المدير الفني أليو سيسيه على الأقل حتى منتصف الشوط الأول، حين استعاد لاعبو "أسود التيرانجا" عافيتهم بشكل كبير.

كان للهدف المبكر أثر كبير في البداية، فقد منح لاعبي الجزائر دفعة معنوية كبيرة، وأريحية كبيرة، مما أدى لعدم استعجالهم في إنهاء الهجمات أو التهور للأمام بشكل غير محسوب، في المقابل شكل ضغطا نفسيا على لاعبي السنغال.

معركة متكافئة في الوسط

رغم أفضلية الجزائر في الدقائق الأولى بعد الهدف، إلا أن منتخب السنغال أفسد الشكل الرائع الذي ظهر عليه الفريق العربي منذ انطلاق البطولة.

وحرم ذلك منتخب الجزائر من التدرج بالكرة بشكل طبيعي من الخلف للأمام عن طريق بن ناصر وقديورة في الوسط ومن الأطراف عن طريق بن سبعيني وزيفان.

في المقابل وأمام ضغط السنغال من أجل إدراك التعادل استطاع الثلاثي قديورة وبن ناصر وفيجولي القيام بدور دفاعي كبير أمام وسط ملعب السنغال، خاصة في الشوط الأول، عن طريق إفساد انطلاقات لاعبي أسود التيرانجا بالأخطاء التكتيكية في وسط الملعب.

ماني وسابالي أمام محرز وزيفان

كما ذكرنا كانت مباراة في لعبة الملاكمة، كل طرف يريد منع الطرف الآخر من الوصول إلى مناطق الخطورة لديه، واختراق جبهة المنافس، وهو ما ظهر في الصراع القوي بين ساديو ماني وسابالي الظهير الأيسر، في مواجهة رياض محرز وزيفان.

تسبب قيام محرز وماني بالدور الدفاعي خلال اللقاء في انخفاض المردود الهجومي لهما خلال المباراة، فلم يظهر النجمان الكبيران بالشكل المنتظر، وهو أمر يبدو طبيعيا في مثل هذه المواجهات، خاصة وأن تقاعس أحدهما عن القيام بهذا الأمر كان سيكلف فريقه الكثير.

بغداد يحقق المطلوب

سجل بغداد بونجاح هدف اللقاء لكنه كان موفقا فيه بشكل كبير، وحقق المطلوب منذ البداية، رغم أن دوره كان دفاعيا أكثر في البداية بالضغط على دفاع السنغال إلى جانب يوسف البلايلي.

فقد بونجاح كثيرا من بريقه الهجومي في لقاء اليوم بسبب القوة البدنية الكبيرة التي تميز بها دفاع السنغال والصراع البدني الذي استمر حتى استبداله في الدقائق الأخيرة ولعب سليماني بدلا منه، فيما خرج البلايلي وشارك براهيمي.

التسديد وحده لا يكفي السنغال

في المقابل نجح دفاع ووسط ملعب الجزائر الذي دعمه بلماضي بتاهرات على حساب فيجولي في منع تقدم لاعبي السنغال خاصة ماني الذي هرب في بعض الكرات خلف الدفاع لكنه الهجمات لم تكتمل بالشكل المطلوب.

ونفس الأمر تكرر مع نيانج وسار، باستثناء بعض الهجمات التي لم يتعامل معها المنتخب السنغالي بالشكل المطلوب، وهو ما دفعه لاستخدام سلاح التصويب لكن رايس مبولحي ظهر بشكل مميز وأبعد الكرات التي وصلته ليؤمن للجزائر حصد اللقب.

كووورة