شهادة لله و للتاريخ في حق الرئيس محمد ولد الغزواني

جمعة, 14/06/2019 - 21:59

بقلم – الدكتور  أحمده  ولد نافع
باحث و أستاذ جامعي 
[email protected]

رتبت لي الأقدار قبل سنوات لقاء استثنائيا سعيدا جمعني بالأخ الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني في عاصمة عربية على هامش زيارته لها ، و هو اللقاء المناسبة التي ستمكنني من تقديم هذه الشهادة لله و للتاريخ ، قال تعالى :" فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " صدق الله العظيم.
 كان اللقاء المذكور بطلب مني حين بلغني خبر زيارته فبادرت بترتيباته و قد جاءني الرد بالإيجاب سريعا ، فتلقاني السيد الرئيس بالبشر و الحفاوة المعهودة منه و أخجلني تواضعه الجم و عظيم أخلاقه و شعرت و كأنني أعرفه منذ زمن بعيد ، و ليس غريبا على أمثاله ذلك ، فخلفيته الاجتماعية و صدوره من مشكاة صوفية تليدة تجعل ذلك مفهوما و مستساغا بشكل طبيعي و تلقائي .
  وبعد تجاوز أوليات السلام و تبادل التحايا كان الهمُّ الوطني سيد الموقف بلا منازع ، حيث لمست مباشرة أن همّة الرجل قد اتسعت لآمال الوطن انشغالا بحبه و حدبا عليه ، ومن ذلك قوله لي إن انحراف مسيرة الوطن عن الجادة الصحيحة و النفق الذي آلت إليه الأوضاع عموما جعله و جلة من رفقاء دربه و في مقدمتهم الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتخذون قرارهم سريعا في اللحظة المناسبة حتى لا ينهار كل شيء و نندم حين لا ينفع الندم.
   لأن تراكمات الفساد الذي أزكمت رائحته الأنوف ألقت بتداعياتها تباعا على كافة الصّعد و بات التفكير بقرار نافذ و صائب يتعلق ليس في امتلاكِ سلطة بل نجاةً بوطن هو الأمر الأوجب و الأكثر إلحاحا وقتها أكثر من أي شيء آخر  . و قد كان !
كما أن من الملاحظات التي ركّز عليها الأخ الرئيس محمد ولد الغزواني هي قوله إنه حصلت قناعة لدينا أن المنظومة السياسية بأسرها في ذلك الوقت كانت تعاني ما تعاني من أزمات بنيوية عميقة و متجذرة الشيئ الذي يجعل مواكبتها لإصلاح جاد نطمح إليه أمرا صعبا إن لم يكن بعيد المنال .
 كما أن التحديات الأمنية و تغول الإرهاب و تمدده فينا و في جوارنا و كافة أنواع الاتجار غير الشرعي  جعلت بلدنا يعاني من تأثيرات التحولات الجيو استراتيجية الجارية في منطقة الساحل و الصحراء التي نحن جزء منها و نتأثر بها بشكل كبير.
لمست من تحليل الرئيس محمد ولد الغزواني كم هو مسكون بحب موريتانيا بكل مكوناتها الاجتماعية و الثقافية و يعتبرها بلدا ثريا بتنوعه الإثني الذي يوحده الإسلام        و التاريخ المشترك بين الجميع منذ تأسلمت المنطقة بأسرها قبل قرون عديدة ، كما أنه خبير فطن ُبفسيفساء المجتمع و مكوناته و تفريعاته  و ثقافته و أيامه ما يشى بفهمه السليم لدور و أهمية العامل الإجتماعي في تكوين الدولة الوطنية الحديثة.
كما أبان في رؤيته التحليلية العامة للوطن و محيطه عن علم كبير و ثقافة موسوعية  ووعي عميق بالتحولات الجارية داخليا و خارجيا ، و المطلوب عمله ، و الممكن و المتاح في ظل  القدرات المحلية موارد و قدرات مادية و بشرية .
و استنتجت و أنا أسجّل و أنصت باهتمام بالغ إلى آرائه و أفكاره الواضحة و النيرة أن الرجل يمتلك مشروعا متكاملا يتلخص في ثوابت أساسية هي الدين الإسلامي ، و اللحمة الاجتماعية الموحدة و المعززة ، و الحفاظ على الأمن و الدفاع عن موريتانيا و حوزتها الترابية ، و توطيد الديمقراطية و الحكامة الرشيدة ، و التنمية الشاملة المرتكزة و الموجهة الى الانسان أولا و أخيرا.
و للأمانة فقد عرض أمامي مصفوفة شاملة ومتعددة الأبعاد من الحلول للأزمات الهيكلية التي تعانيها البلاد في شتى المجالات  السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية .
إنه قائد وطني ، بكل ما تحمله الكلمة من معني ، مؤهل لدور يمتلك المؤهلات العلمية و الأخلاقية للقيام به بأمانة و شرف .
و اعتقد أن تجربته في قيادة أركان الجيوش أثبتت ذلك بصورة لا لبس فيها ، حيث تمكّن في ظرف سريع ولحظة حاسمة من إعادة بناء الجيوش الوطنية البرية و البحرية و الجوية ، و انتصر على التطرف العنيف و الارهاب الذي كان يضرب في قلب عاصمتنا فإذا به ينهزم و يذوي بعيدا عنا خارج حدودنا  التي باتت آمنة منه و من خطره لله الحمد . ولم يعد جيشنا جيشا تقليديا منكفئا على نفسه فحسب ، بل بات جيشا جمهوريا عملياتيا مسلحا بأحدث الأجهزة المصنعة في المجال العسكري ،  حتى أن منظمة الأمم المتحدة باتت تطلب مساعدة جيشنا في قوات حفظ السلام في مناطق النزاعات و التوتر ، و هي مهمة حساسة و لا توكل عادة إلا للجيوش المحترفة و القادرة على أداء عملها بكفاءة و جاهزية عالية .
 ولاحظت أن رؤيته متماسكة وتتسم بالموضوعية و النجاعة و الفاعلية حول المقاربة الأمنية و دورها في مكافحة الارهاب ، و قد عرضها بعد ذلك بسنوات أمامنا نحن المشاركين في أول ندوة تعقد بموريتانيا بتنظيم و اشراف من المعهد الموريتاني للدراسات الاستراتيجية في سنة 2012 و كانت غير مسبوقة في توقيتها و محتواها العلمي .
كما تجسدت أغلب آراء الأخ الرئيس محمد ولد الغزواني و أفكاره التي أطلعني عليها في هذا البرنامج الانتخابي  - هذه الأيام الفاصلة- أمام الناخبين الموريتانيين وهم يستعدون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الثاني و العشرين من يونيو 2019 ، وهو البرنامج المشروع الوطني المتكامل الذي تشرفت بفحواه قبل سنوات في لقاء هاهو يخرج إلى العلن و الرأي العام .
و بعد أن كنت مؤيده وحيدا هاهي الجموع من مختلف ألوان الطيف السياسي و الاجتماعي ذات الوزن الانتخابي المرجّح تستعد لدعمه و إجازته و تمريره شعبيا و جماهيريا مثلي بأغلبية مسكتة في الشوط الأول من انتخابات يونيو التي ستشكل إيذانا بتجسيد مشروع همه خدمة وطن يستحق أن يعيش مزدهرا و عزيزا و موحدا و آمنا و مستقرا يقوده قائد مفعم بالوطنية و شاب واثق من نفسه وقادر على العطاء بلا منٍّ ولا أذى. اهـــ
و الله الموفق