أسفار (الأصفار)/ عبدو سيدي محمد

خميس, 30/05/2019 - 18:03

بدأت حملة مرشح النظام المبكرة و السابقة لأوانها بزيارات و جولات داخلية أظهرت انعدام قواعده الشعبية و أكدت البون الشاسع  بين أصحاب المعالي و الرتب و المواطنين البسطاء الذين هم في خانة النسيان و السبات حتى في مواسم الأنتخابات

لقد وصفها المتابعون و المحللون بالزيارات الزمكانية السالبة كما و كيفا ليتدخل الرئيس شخصيا لإنقاذ صاحب العهد و المعنى المتعب من تبعات حملة (خديج ) و لجنة إعلامية متعثرة و أعضاء من ذوي السوابق في النظام المنتهي الصلاحية

لكن رب ضارة نافعة  لقد اكتملت فصول مسرحية (الزيارات) و أظهرت بشكل لا غبار عليه هشاشة قواعد النظام الشعبية و انتحار نظرية و شائعة (الأغلبية) فالفشل لا ينحصر فقط في ضعف التعبئة و التحضير و الحشد و غياب الجمهور بل تعدتها إلى صيحات الأستنكار و عدم الرغبة و الترحيب لقد تكررت عبارات (زيرو......) في العديد من الولايات (النعمة . كيفة . أطار) و هذه (الأصفار) موثقة صوتا و صورا و هي سابقة من نوعها ربما تنذر بتذمر و سخط شعبي على التسيير الأحادي و الرغبة الجامحة في تغيير و رحيل النظام

لقد أعطت زيارات (الأصفار) رسائل واضحة الدلالة لمرشح النظام و لمن رشحه أن القاعدة الشعبية تتقن جيدا اللعبة الديمقراطية و تنتظر الفرصة السانحة لتسديد الضربة القاضية
ما نراه حاليا من إرهاصات و سباقات تناوب العدو الريفي هي نتيجة طبيعية لمسار النظام الذي أختاره لنفسه بعيدا عن التشاور و النصوص الدستورية المنظمة للحياة العامة بل فضل المضي خلف أضواء الزيف و رقصات الديوك المذبوحة على نصب المصلحة و النفاق و ينطبق عليه المثل (يداك أوكتا و فوك نفخ) لقد غفل النظام و فشل من حيث لا يدري أن المعركة ليست بالنياشين و الأوسمة و لوحات تدشين لمشاريع وهمية و تفقير الشعب و إفلاس المؤسسات لكن حلبة الصراع الحقيقية هي تقنية الثورة التكنولوجية الحديثة التي تنقل الحدث  (صوتا و صورة )
لقد أظهرت لوحة تدشين في قرية بولنوار بتاريخ 8 أبريل 2014 حضور رئيس الجمهورية لوضع حجر أساس مدرسة أبتدائية و في نفس القرية السكنية لوحات طاقة شمسية ردمتها الرمال ردما تضامنا مع لوحة تدشين المدرسة تحت أنقاض الأتربة أما لوحات التدشينات المؤرخة و المؤرشفة في المؤسسات الإعلامية الرسمية فهي شاهد حي على حقبة من الإنجازات الوهمية صارت فيما بعد مصدر تندر و تنكيت و ورقة رابحة ضد النظام و مرشحه 
لا شك أن الأزمة تفاقمت و الغسيل منشور خارج أسوار المنزل مما يدل على عمق و تأزيم الوضع و يستشف ذلك من تصريحات الناطق الرسمي للحكومة فالأستاذ ولد محم من أكبر المدنيين دعما و ألتصاقا بجوقة الحكم العسكري و من مهندسي و أبطال مسرحية (أتفاق دكار) التي أطاحت بمدني منتخب ليحل محله عسكري منقلب لكن الصورة تختلف بين الأمس و اليوم فبالأمس قاد السيد ولد محم كتيبة برلمانية متمردة و بعدها مفاوضات لتحليل فراش الرئاسة قبل انقضاء العدة فيما يشبه إلى حد بعيد زواج المتعة لكن اليوم السيد ولد محم في موقف لا يحسد فهو القادم إلى الوزارة من رئاسة متآكل و مشتت و فاقد السيطرة على الأتباع حتى في عقد مؤتمر صوري لتجديد الهياكل فلجنة تسيير مؤقتة و موجة أنسحابات و مغاضبات و أنقسامات و فرق عديدة  ليست على قلب رجل واحد فجاءت تصريحات و تعليقات الناطق الحكومي بصفة تتماشى و تتطابق مع الواقع المزري لنظام قاب قوسين أو أدنى من النهاية و يترنح في شطحات تشبه المغمي عليه من المس
شخصيا لا أفهم تصريح الأستاذ ولد محم و تأكيده مرارا و تكرارا عدم استدعاء مراقبين وفي حالة قدومهم لن تتكفل الدولة بمصاريفهم

هذا التصريح يفتقد الحس الأدبي و الذوق البروتوكولي و السياق الرسمي خاصة من رجل داهية و لسانه بليغ و له باع طويل في المرافعات و المناصب الرسمية لكن ما يمكن تأكيده أن كلمات الرجل ليست أعتباطية و هناك دافع قوي وراءه يستنتج من تعنت الحكومة على التشبث و الأحتفاظ بالمستقلة حسب تشكيلتها الحالية (الموالية) هذا مع تسريب معلومات نية الحكومة أستقدام فريق خبراء كولومبي للتعاون على الأثم و العدوان و مع غموض يلف المطبعة التي ستتولى طباعة و إعداد بطاقات الناخب يبقى أحتمال نية عمل دبر بليل قائمة إلى أن يثبت العكس
حسب علمي المتواضع و المعطيات المتوفرة نسبة التزوير محدودة و بالكاد تتجاوز عتبة 6% و بالطرق التقليدية المعهودة أما إلكترونيا فهي شبه مستحلة لأسباب تقنية بحتة لا يتسع المقام لسردها 
خلاصة القول الباب يبقى مفتوحا على مصرعيه لكل الأحتمالات و من بينها أنسحاب مرشح (النظام) لأن المنافسة على ما يبدو شديدة المراس و الطبقة السياسية الداعمة للنظام لا تهتم إلا بالمسافة بين الجيب   البطن و مع تداول أخبار غير مؤكدة لدعم الملياردير ولد بوعماتو لمرشح التغيير المدني أن تأكد الخبر فهذه صاعقة نزلت على النظام الذي يدرك جيدا القيمة المادية و المالية و المعنوية و الأعتبارية لثقل و وزن السيد ولد بوعماتو و لا نستغرب موسم هجرة جديد لبطاريق الرحلات و الأنضمامات

عبده سيدي محمد