لجنة الانتخابات: ليس على المريض حرج

ثلاثاء, 14/05/2019 - 18:52

تفاقمت أزمة المستقلة للانتخابات و ازدادت حالتها حرجا، فإصرار النظام على اﻹبقاء عليها و الاحتفاظ بها على مقاسها الحالي يعطي صورة لا غبار عليها عن مدى جدية وخطورة مخاوف النظام و هاجس الاندثار من الخارطة السياسة 
فالنظام الذي يروج و بشكل هستيري أسطورة و خرافة (استمرار النهج و مسيرة البناء) غير قادر على المنافسة. فحزب الاتحاد ذاب مع تلاشي حلم المأمورية الثالثة، واﻷغلبية ليست سوى أضغاث أحلام و كابوس لوهم لفارس مغوار (من أبطال الورق )
المأزق الحقيقي للنظام هو قارب النجاة المرسوم في مخيلته المتمثل في التشبث حتى النخاع باللجنة المستقلة للوصول إلى بر اﻷمان و كرسي الرئاسة، هذه اللجنة هي محل خلاف شعبي و إشكال قانوني و تجاوز دستوري و لا يزال الضمير الجمعوي  يذكر كروت أصوات اﻷموات التي شاركت في الاقتراع على الاستفتاء المثير للجدل لكن في خطوة استباقية بعد اعتذار اﻷموات عن مشاركة اﻷحياء في انتخاباتهم قررت المستقلة و من باب الاحتياط و تقريب الصناديق من المواطنين، وتماشيا مع اﻹنجازات و المكاسب الباهرة ونظرا للنهضة الاقتصادية وطفرة النمو، قررت المستقلة إشراك المرضى في المستشفيات و على أسرة الألم و المعاناة قررت الاستفادة من أصواتهم 
الخبر المضحك المبكي وصلني من صديق و لم آخذه على محمل الجد بل اعتبرت ذلك نكتة و طرفة من طرائف و اسكيتشات خفيفي الظل، لكن لم يدم اﻷمر طويلا حتى وصلني قرار رسمي مرقم و مؤرخ و موقع و على رأسية اللجنة و بهذا الخبر المحزن تسعى المستقلة إلى استغلال آلام المرضى ﻹرضاء النظام في خطوة غير مسبوقة أو مدروسة لتدق آخر مسمار في نعش الشفافية و الشرعية التي لا تلزم المريض بالجهاد فما بالك بإدلاء صوت في انتخاب 
سيكولوجيا هذا يسمى ردات فعل اللا إرادية فالمستقلة مستغلة و تحت ضغط سندان النظام و مطرقة الداخلية و بالتالي إلتماس العذر لها هو من الشهامة و الخصال الحميدة و أي شطحات هي رقصات (زار) و هذيان و تسخين و دوران و صراخ ينتهي بإغماء ليفيق على حنكة و حكمة المعارضة في تفادي ضربات و مراوغات و تسويفات و مماطلات الداخلية لكن الضربة القاضية هي مشاركة الاتحاد اﻷوروبي ب (مراقبين) و في العرف و اللغة الدبلوماسية هذا يعني (نريد انتخابات شفافة)، وبمعنى أدق نريد تغييرا في نمط التسيير و توزيع الثروات، نريد إشراك الشعب لا في اﻷصوات فقط بل في التنمية و الديمقراطية و تناوب السلطة. هذا يعني أن النظام وقع في كمين المستقلة التي تتحمل وحدها نتائج الانتخابات و مع تتواتر أخبار عن محاولات شراء ذمم و بطاقات تعريف و إثباتات إحصاء من مقربين من مرشح النظام باﻹضافة للقفز المذهل ﻷعداد المسجلين من 19 الف في اﻷسبوع الثاني إلى 89 الف في اﻷسبوع الثالث، مسألة تحتاج إلى تدقيق حسابي و ليس إحصائيا 
خلاصة القول أن النظام في ورطة و الخروج من عنق الزجاجة من سابع المستحيلات و بالتالي توريط الداخلية والمستقلة وحتى مرشح النظام هي من ابرز سيناريوهات أحداث الساحة السياسية الوطنية، فالنظام الغارق حتى الودجين و المشلول إعلاميا و حزبيا و شعبيا لا زال يكرر دندنة (بقاء النظام) و يرسم معالم أسطورية في عالم من الخيال على منوال أكذب ثم أكذب واستمر في الكذب حتى يصدقك الناس
 فهل سيصدق المرضى أن تسجيلهم على ﻻئحة اﻹحصاء من أجل سواد عيونهم و علاجهم ؟ وهل سيصدق النظام ان إيفاد مراقبين من الاتحاد الاوروبي هو من أجل تثبيت (بقاء النظام)؟
اﻷستاذ و الباحث: عبدو سيدي محمد