الخارجية الإماراتية: تعرض اربع سفن تجارية لعمليات تخريب

أحد, 12/05/2019 - 20:51

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية اليوم الأحد عن تعرض 4 سفن تجارية لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للدولة مشيرة إلى أنه لا خسائر بشرية، مشيرة إلى أن التحقيق جارٍ حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية.

ورأت الخارجية أن على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة الملاحة، معتبرة أن التعرض للسفن يعتبر تهديداً للأمن والسلامة الدولية.

ولفتت إلى أن تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطوراً خطيراً، موضحة أن العمل في ميناء الفجيرة يسير بشكل طبيعي دون توقف.

وأكدت مصادر خليجية للميادين أن انفجارات قوية هزّت ميناء الفجيرة الإماراتي فجر اليوم الأحد، مشيرة إلى أنه لم تتضح طبيعة الانفجارات.

ونقلت المصادر نفسها عن شهود أن طائرات عسكرية أميركية وفرنسية حلقت فوق الميناء، وفي سماء المنطقة كلها.

المصادر الخليجية أكدت للميادين أنه تمّ تطويق كامل للمنطقة التي وقعت فيها الانفجارات في ميناء الفجيرة، مشيرة إلى أن النيران اشتعلت في عدد من ناقلات النفط التي كانت راسية في الميناء وعددها بين 7 و .10. وقد أرفدت هذه المصادر الميادين بأرقام وأسماء عدد من هذه الناقلات وهي من طراز SuperTanker  وهي ناقلة النفط "المرزوقة" وناقلة النفط "الميراج" و "المجد" وناقلة النفط "الأميجال" وناقلة النفط "خمسا 10".

وكان المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة قد نفى في وقت سابق صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن وقوع انفجارات قوية في ميناء الإمارة، ثم عاد وأكد أن ا4 سفينة تعرضت لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية.

وأكد المكتب أن حركة العمل في الميناء تجري وفق المعتاد، داعياً وسائل الإعلام إلى تحرّي الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية.

 

هكذا قرأ محللون حادث الفجيرة

 

الخارجية الإماراتية: 4 سفن تجارية تتعرض لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية

 

وفي السياق، أكد الخبير العسكري اللبناني العميد شارل أبي نادر في حديث للميادين أنه لا يمكن أن يحدد هذا الموضوع إلا عندما يتم تحديد نوع هذا الحادث هل هو تفجير صغير، هل هو استهداف بصاروخ، هل هي عبوة ناسفة، يعني أن العملية أو الوسيلة التي استعملت في هذه العملية هي التي ستحدد البعد الاستراتيجي لهذه النقطة.

بدوره قال الخبير في الشأن الخليجي طارق إبراهيم إن ميناء الفجيرة أكبر ميناء للنفط في الخليج والثاني على مستوى العالم.

وأضاف أنه في إمارة الفجيرة قاعدة إماراتية مهمة وفيه أكثر من مرصد عسكري أميركي يرصد الأنشطة الإيرانية في الخليج.

وتابع إبراهيم أنه يجب أن نسأل إن كان هناك طرف ثالث قام باستهداف ناقلات النفط في الميناء الإماراتي لتوريط إيران.

كما اعتبر أن "استهداف السفن في الفجيرة هي عملية أمنية من المستوى الاستراتيجي لا يمكن لمجموعات إرهابية القيام بها"، مشيراً إلى أن "أحد التقديرات أن من قام بهذا العمل ضرب سفينة النجاة لتصدير النفط الخليجي من خارج مضيق هرمز".

كما تحدث إبراهيم عن تقدير آخر هو أن "من قام بالعمل طرف إقليمي غير إيراني يهدف إلى إنهاء قدرة إيران والخليج الاقتصادية وغيرها".

الخبير في القضايا الخليجية قال "أنا لا أستبعد الطرف الإسرائيلي عن هذه العملية فهو يملك القدرات اللوجستية والمعلوماتية لتنفيذها".

بدوره رأى الباحث العسكري محمد عباس في حديث مع الميادين أن "ما حصل في الفجيرة صورة مصغرة لما ستشهده المنطقة في حال وقعت الحرب".

وأشار إلى أن "لإسرائيل والسعودية مصلحة بإعلان أميركا الحرب على إيران وبالتالي تنفيذ هجوم الفجيرة".

كما رأى أن الجنرالات في أميركا سيعملون على منع الحرب في الخليج لأن نتائجها ستكون كارثية.

أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية أليف صباغ فقال للميادين إن الإعلام الإسرائيلي يرى أن عملية الفجيرة قد تكون شرارة للحرب.

وأضاف أن "إيران قد تكون مستفيدة من عملية الفجيرة عبر ردع أميركا من شنّ أي حرب".

مدير المركز الأوروبي لدراسات التطرّف في كامبريدج بلندن مكرم خوري مخول قال من جهته "أستبعد سيناريو التوريط"، مضيفاً "لا نعرف من يقف وراء هذه العملية، ولكن هي رسالة".

مخول رأى أن "الأغلب أن مجموعة سياسية من إحدى الدول المشاركة في الصراع الحالي قامت باستهداف السفن في الفجيرة"، مشيراً إلى أن الوجود الفرنسي في الإمارات هو الأكبر في الخليج وهو يؤمن تجارة النفط.

وأشار مخول إلى أن "من قام بهذه العملية قد نجح في نزع فتيل الحرب المقبلة في المنطقة".

مخول رأى أن هذه العملية الذكية وجّهت رسالة واضحة بأنه لو قامت واشنطن بحرب على إيران لن تكون دول الخليج بعيدة عنها.

رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية عبد الباري عطوان اعتبر في حديث للميادين أن "هجوم الفجيرة يشكل اختراقاً أمنياً خطيراً".

وقال عطوان إن القوات الإماراتية والفرنسية والأميركية في حالة تأهب في الميناء، فكيف وقع الهجوم؟.

وأضاف أن "إسرائيل تريد أن تورط أميركا في الحرب على إيران"، مؤكداً أن إيران التي صمدت بوجه الاستفزازات الأميركية لا يمكن أن تكون البادئة بالحرب.

بدوره، قال مدير معهد السياسات الدولية في واشنطن باولو فان شيراك للميادين إنه "لا يوجد أي دليل على مسؤولية إيران عن هجوم الفجيرة". وأشار إلى أن واشنطن غير مهتمة باطلاق أي شرارة للحرب في الخليج، لافتاً إلى أن البعض يعتبر أن أي حالة اضطراب في حركة النفط هي من مصلحة السعودية.

فان شيراك أفاد الميادين بأنه من المستبعد أن يقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواجهة عسكرية مع بلد كبير.

ولفت إلى أن الرأي العام في أميركا يرى أن نتائج وتكاليف أي حرب ستكون مهولة، معرباً عن عدم اعتقاده أن الشعب الأميركي مستعد للقبول بالدخول في أي حرب حالياً.

 

مسؤول إيراني: انتهى زمن الوجود الأميركي بالخليج

 

وفي أول تعليق إيراني على الحادث خاطب قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني الأدميرال حسين خانزادي دول الخليج قائلاً "انتهى زمن الوجود الأميركي بالخليج"، مضيفاً "على الأميركيين مغادرة المنطقة".

خانزادي رأى أن إرسال حاملة الطائرات الأميركية هو "لتضخيم شبح الحرب".

أما رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى في إيران فلاحت بيشه قال بدوره إن انفجارات الفجيرة أظهرت أن "أمن جنوب الخليج هشّ".