جنون "ترامب" وتهديد الأمن العالمي

ثلاثاء, 26/03/2019 - 01:57

"لقد أعطى من لا يملك، وعداً لمن لا يستحق، ثم استطاع الاثنان معا "من لا يملك" و"من لا يستحق" بالقوة وبالخديعة، أن يسلبا صاحب الحق الشرعي حقه، فيما يملك وفيما يستحق." ... جمال عبد الناصر ..

لقد كان ذلك وصف حالة ميلاد دولة صهيونية من العدم على حساب ارض وشعب فلسطين كما وصفها الزعيم العربي الإفريقي الراحل جمال عبد الناصر، ونحن بالتأكيد نبصم بالعشرة على انه لا حق للصهاينة في ارض فلسطين ولا شرعية لليهود فيها، فكيف نقبل بالقدس عاصمة للكيان العنصري الصهيوني ثم بالجولان ارضا صهيونية بموجب توقيع مختل يميني معتوه ؟!

إن تخلي الأنظمة العربية عن تضحيات الشعب الفلسطيني منذ قرار التقسيم الأممي 181 عام 1947 والتنازل عن أراضي فلسطين التاريخية لشذاذ آفاق دفعت بهم المنظمات الصهيونية إلى فلسطين هو تنازل لا يمثل إرادة الشعب العربي ولا يقبله المناضل الفلسطيني الذي هو صاحب الكلمة الفصل

وإذا كانت الأنظمة الرجعية العربية مستعدة لبيع فلسطين في صفقات مع المعتوه "ترامب" والإرهابي "نتن ياهو" وغيرهما فإن الشعب العربي على استعداد لتقديم مزيد من قوافل الشهداء دفاعا عن أرضه وعرضه وكرامة وطنه معولا في ذلك على الله وعلى إرادة الانتصار وعلى القوى التقدمية الحرة عبر العالم وفي مقدمتها محور المقاومة في المنطقة.

إن إسهالات التوقيعات التي أصابت اليميني المتطرف المخبول ترامب بدءا باعترافه بالقدس الشريف عاصمة للكيان الوهمي الصهيوني، ثم توقيعه اعتراف بلاد العم سام بالجولان أرضا صهيونية، هو أقرب إلى الانفصام والبعد عن الواقع منه إلى العقل والمنطق، وينم عن كراهية سافرة وجلية لكل ما هو عربي وإسلامي لا تنطلي على أي كان مثل كل مواقفه التي قد تقود العالم إلى مزيد من الإرهاب والعنف كيميني متطرف، سواء في الشرق العربي وآسيا أو في أمريكا اللاتينية أو أوروبا أو حدود روسيا الاتحادية وحتى على حدود بلاده مع المكسيك مثلا  إلخ....

ولا شك أن الشعب الأمريكي العظيم، الذي ضاق ذرعا بالمواقف الحمقاء لهذا المصارع المختل، ستضطره لعزله وانتخاب من يليق بشعب متحضر كالشعب الأمريكي الصديق، وستراجع كل مواقفه السابقة المخالفة لكل الاعراف والقوانين والمواثيق الدولية.

التواصل