ترشحوا، ثم تفسحوا

ثلاثاء, 12/03/2019 - 13:04

بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد أستاذ وكاتب صحفي.

لا تزال موريتانيا أرض الأحلام  وجمال التنوع، البلد الاستثناء في مجال سطوع الحريات ، وآليات الحوارات والانتخابات، وتأمين حكامة  ضبط النزاعات والتوترات.

انظروا  من حولكم في ليبيا حيث  تسيل دموع  مآقي صاحب معجم  لسان العرب ابن منظور (630 هـ - 711 هـ) ، وحيث يجوس  الغلاة أرض الإمام  زروق (846 هـ - 899 هـ)شارح متون فقه  مالك، وحيث عاد  الطليان إلى التبختر  في أرض  شيخ المجاهدين  عمر المختار((أغسطس 1858 -  سبتمبر 1931) ،  أليس في ذلك عبرة لمن يبحث عن ديمقراطية  المآتم  و خطابات الكراهية؟

لا تغمضوا أعينكم أيها الراكبون لعواطفكم  وأطماعكم، عن المسخ  والخسف في بلاد الرافدين، العراق الأواه اليوم،  وفي اليمن هل فيكم  من  لا يشهد كيف ضاع ركاب القطار وبيع  بثمن  بخس أولائك الثوار، وفي الشام لم يبق لصائل ولا لصائح "لا المدي ولا الدينار"، وما السودان إلا  ربيع، وما  الجزائر إلا  صيف أو شتاء...

لقد كررها العزيز  مرارا، وأسمعها  جهارا: مصلحة موريتانيا فوق كل  اعتبار، ومصلحة موريتانيا اليوم في الديمقراطية وفي الاستقرار، وهما متمحضان في دعم مرشح الصدق  والوفاء محمد ولد الغزواني،  الذي  رشح نفسه،  وخطب فيكم بإخلاص  وبيان.

هاهنا أرض الأسود الحكماء،  لا تخسف  فيها راية حرية، ولا تعلن فيها عهدة غير ديمقراطية، ولا تقوم فيها قائمة لحالة  انفلات أمني ، ولا ترسم فيها حالات طوارئ، مهما عوت  الذئاب  حول المرعى، ومهما نبحت الكلاب

قافلة الناموس، الذي جاء بتابوته وناقوسه ومئذنة خلقه العظيم، ثلاثة من رسل أولى العزم، موسي وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.

ها نحن نقولها بلا ترجمان، إن الجمعة العظيمة 1 مارس 2019 ، قدم لكم فيها هذا العهد الذي  كان  مسؤولا، كل الضمانات لأن تترشحوا بكل حرية، وأن تتنافسوا بكل أريحية، وأن تتفسحوا في وطنكم آمنين معززين مكرمين، لا  رقيب  عليكم إلا ضمائركم، ولا شفيع لكم إلا ما كسبتم في صناديق الاقتراع.

بكم  جميعا يكتمل النجاح، وبلدكم وانتخاباتكم الحرة  تسع كل مرشحيكم،

بإمكان محمد ولد بعماتو  أن يدخل مطار أم التونسي وبيته غدا، و يترشح في وطنه آمنا في سربه، ويقدم  أوراق ترشحه، ويشرب الشاي  ويأكل المشوي بالعصماء، لا يخاف  هضما ولا دركا.

بإمكان بيرام  ولد الداه ولد  اعبيدي ،أن يكرر مشهد ترشحه  وجولاته في طول البلاد وعرضها.

بوسع صمب جام أن  يسمع  العود، وينشد الناي، ويصرخ  بأعلى صوته لا يخاف بخسا، ولا يسأل  من ولاتة الى بير امكرين

 بإمكان محفوظ ولد بتاح أن يلبس جبة المحاماة الشريفة، ويدخل كل ربع ينافح ويجادل بما شاء وكيف ما شاء.

بوسع سيد محمد  ولد بوبكر، ومحمد ولد مولود،  و مولاي ولد محمد الأغظف أن ينافسوا  ببرامج محترمة في انتخابات يونيو 2019 المجيدة.، مرشح الخلق الحسن محمد ولد الغزواني.

هذه  انتخابات وازنة، وتاريخية،  ومحترمة، تحتاجكم جميعا، رؤى وشخوصا ومبادرات، لأنها انتخابات من يفوز فيها منكم، سيدعى مرشح الإجماع الوطني، وكل من قام فيها بواجبه وبنصحه، وترجل فيها بإرادته وشجاعته،

وتكلم فيها بحكمته وتواضعه، فقد ساهم في خلق هذا الإجماع الوطني الذي هو أساس الركن المكين، الذي تأوى إليه  الأمم العظيمة، تلك الأمم التي  تعرف كيف تختلف، وتتجنب كيف  تتنازع البقاء.

لا نريد إلا انتخابات شفافة ونزيهة، متكافئة ومحترمة، لأننا ندرك أنه إذا تنافست الأخلاق والعقول، رجحت كفة من ترشح مستعينا بالله وحده ومتوكلا عليه.

كفت  طاشت، بكل طائش، ورائش، ومائل ومتلون  ومشوش.