عن خطاب ولد الغزواني

أحد, 03/03/2019 - 22:04
مولاي ولد كواد

تدوينة / مولاي ولد كواد

رغم أن الظروف لم تسمح لي بالإستماع على المباشر إلى خطاب المرشح محمد ولد الغزواني فقد تمكنت من متابعته على اليوتوب فأردت أن أشاطركم قراءتي المتواضعة له :

لقد فاجأتني افتتاحية الخطاب الذي لم يستهل على غير العادة بالبسملة. و لعل في الإختتام بآية كريمة من كتاب الله العزيز تصحيحا “للمسار”.

لقد كان مسرعا في بداية الخطاب و كأنه يريد إنهاءه بسرعة كي يخرج من هذا الصخب الجديد عليه أو عله كان يريد الوصول إلى نقطة معينة فيه تشد اهتمامه أكثر من غيرها. لقد حاول أثناء الكلمة تصحيح سرعة الإلقاء و كأنه يريد للجميع أن يسمع بهدوء ما يريد أن يقوم به و الطريقة التي يفكر أن يحكم البلاد بها.

لقد ظهر الإرتباك واضحا عليه من خلال الطريقة التي يتعامل بها مع دراعته و الأوراق التي كانت بين يديه و الطبقة الصوتية و النبرة التي تلى بها خطابه و خلطه بعض الكلمات و الإسراع في مشيته بعد انتهاء الكلمة و كأنه تحرر من هذا السجن الذي عاشه لأكثر من أربعة عشر دقيقة.

كان في حرصه المبالغ على نطق الكلمات بفصاحة و الوقوف عند كل متحرك و نطق كل حرف اعتناء زائدا بالشكل على حساب المضمون أو كأنه أراد أن يظهر بمظهر المتمكن من ناصية اللغة ما قد يعطيه صفة الرئيس المثقف و يخرجه بالتالي من دائرة سابقيه.

لم يبتسم مرة واحدة بل لم تظهر عليه أية علامة سرور بحضور هذا الكم من أجله. لقد كان صارما في نظراته و كأنه يريد أن يبقي على الصورة النمطية للعسكري الحازم الجاد. ظل واقفا في مكانه لم يبارحه طيلة الربع ساعة لم يحرك قدميه و لم يلتفت أكثر من زاوية عشر درجات و كأنه لم يزل في ثكنة و في استعراض عسكري.

الرجل و إن كان يحظى بقبول واسع و بثقة كبيرة إلا أنه أراد أن يعزز هذه الصورة من خلال انتقاء عبارات من قبيل “لست بخيركم” مقتبسا من خطاب تنصيب أبي بكر و “و للعهد عندي معناه” و كأنه يتهم غيره ضمنيا بعكس ذلك.

لم أجد مبررا لرجوعه إلى أحكام ماضية و لا لحديثه عن فترة تاريخية قريبة سوى طمأنة الجميع بأنه لن يحاسب سابقيه مهما كان حجم الزلل و فداحة التجاوز مفترضا فيهم حسن النية و سلامة المقصد. قد يكون في هذا أيضا تملص من حكم سابقه إذ بدى و كأنه لا يريد أن يصنف على أنه امتداد له رغم عبارات الإطراء التي خصه بها في بداية خطابه.

مجمل الخطاب كان تقليديا و استعراض الخطوط العريضة لبرنامجه كان مسبوقا باستثناء تطرقه لما سماه تمييزا إيجابيا ينوي خص بعض الطبقات التي وصفها في خطابه بالمهمشة به.

لقد لمست فيه نية صادقة و رغبة حقيقية في أن يكون مختلفا عن سابقيه وأعتقد أن سنواته الأولى إن تمكن من النجاح ستكون إيجابية هذا إذا لم يتم احتواءه من طرف لوبيات الدولة العميقة و استدراجه بالتزلف و النفاق إلى نقطة البداية.