ناشطو "السترات الصفر" يخلون جادة الشانزليزيه بعد مواجهات مع الشرطة الفرنسية

سبت, 15/12/2018 - 23:44

تشهد عدة مدن رئيسية فرنسية مواجهات بين محتجي "السترات الصفر" مع الشرطة في الأسبوع الخامس على التوالي للاحتجاجات. السلطات الفرنسية نشرت الآلاف من رجال الشرطة في أنحاء البلاد، ونحو 8 آلاف في العاصمة باريس تحسّباً لموجة جديدة من الاحتجاجات حيث توعدت حركة المحتجين بسبتٍ دامٍ رفضاً لوعود الرئيس إيمانويل ماكرون مطالبين إياه بالإستقالة وإجراء استفتاء على المبادرة الشعبية، وماكرون يدعوها إلى العودة للهدوء والنظام.

واحتدمت المواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري السترات الصفر في باريس، واعتقلت الشرطة أكثر من 148 شخصاً، في وقتٍ قال فيه موفد الميادين إن الشرطة تقدّر عدد المشاركين في العاصمة وعدد من المناطق  بـ 35 ألف شخصاً.

وتدور مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري "السترات الصفر" اليوم السبت في عدة مدن رئيسية فرنسية في الأسبوع الخامس من الاحتجاجات، حيث ترفع الحركة شعارها اليوم تحت عنوان "العدالة الاجتماعية"، وتتصدى الشرطة  للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، وسط غياب أعمال العنف التي شهدتها باريس في الأسابيع الماضية.

ويطالب المحتجون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتنحي عن الحكم، وبحوار مباشر مع الرئاسة الفرنسية. كما طالبوا الشعب الفرنسي بإجراء استفتاء على المبادرة الشعبية.

منظمو التظاهرات يحاولون منع حصول أي تصادم بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، حيث دعت 15 منظمة يسارية إلى المشاركة في التظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا.

واعتقلت الشرطة بعض المتظاهرين، وأوقفت 85 شخصاً في العاصمة باريس.

وفي جادة الشانزليزيه رفع المتظاهرون أيديهم إصراراً على سلمية تحركهم. 

وأغلقت الشرطة مدخلين إلى الشانزليزيه بالآليات والحواجز منعاً لتقدم المتظاهرين نحو قوس النصر، حيث تدور مواجهات بين الطرفين في ساحة "تروكاديرو" قرب برج ايفل. كما منعت المحتجين من الوصول إلى محيط قصر الإليزيه.

ودارت مواجهات أخرى بين الشرطة والمتظاهرين في ساحة الجمهورية في باريس.

وتطلق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط الشانزيليزيه.

كذلك شهدت مدن فرنسية رئيسية من بينها مارسيليا وتولوز وبوردو تظاهرات "للسترات الصفر"، وعمدوا إلى قطع الطرق في تولوز.

كما أوقفت السلطات الفرنسية المواصلات العامة في باريس في سياق التصدي للاحتجاجات.

وأشار مراسل الميادين إلى أن أعداد المحتجين في باريس الذي كان ضئيلاً نسبياً مقارنة بالأسابيع الماضية بدأ يزداد مع تقدم الساعات، لافتاً إلى أن مضاعفة الشرطة لعناصرها قلّص من أعداد المتظاهرين وخاصة في الشانزيليزيه.

المتظاهرون قدموا الأزهار الصفراء لعناصر الشرطة، وقالوا لهم "لا يوجد مشاغبون بيننا.. أنتم تدافعون عن ماكرون الذي يختبىء في الخلف ويضعكم في الواجهة للقيام بالأعمال القذرة"، مشددين "نحن نتظاهر من أجلكم ومن أجل أطفالكم".

كما أكدوا "حراكنا لا يتبع لأي أحد أو أي جهة بل للجميع"، وهتفوا "أعيدوا لنا حريتنا وسيادتنا".

المتظاهرون رفعوا شعار "فريكست" على غرار "بريكست" مطالبين بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان رأت من جهتها أن "إجراء استفتاء على المبادرة الشعبية وسيلة للسلوك الديمقراطي الصحيح".

وقالت لوبان إن "المشاغبين المتطرفين ولصوص الضواحي متواطئون مع السلطة لحرف الأنظار عن مطالب السترات الصفر".

هذا ونشرت السلطات الفرنسية الآلاف من رجال الشرطة في أنحاء البلاد، ونحو ثمانية آلاف، والتحق عناصر الشرطة الخيّالة أيضاً لدفع المتظاهرين في العاصمة باريس اليوم تحسّباً لموجة جديدة من احتجاجات "السترات الصفر".

شرطة باريس أبدت قلقها من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات، فيما توقع قائد شرطة باريس ميشيل ديلبييش أن يكون أثر الاحتجاجات في العاصمة أقل مقارنة بالأسابيع الماضية.

وسائل إعلام فرنسية ذكرت من جهتها أن مطالب "السترات الصفر" هذا الأسبوع تتركز حول المطالب السياسية أكثر منها الاقتصادية.

الرئيس الفرنسي دعا متظاهري "السترات الصفر" إلى العودة إلى الهدوء والنظام. واعتبر أن الغضب المشروع لا يمكن أن يبرر العنف والشغب، معلناً عن "حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية".

وخلال مؤتمر صحافي له في بروكسل، رأى ماكرون أن قراراته الأخيرة هي ردّ على غضب حراك "السترات الصفر".

وقال ماكرون إنه "لا يمكن لما حصل أن يضع نتائج انتخابات ديموقراطية حصلت قبل عام ونصف على محك السؤال.. ويمكنهم التعبير عن رأيهم في الانتخابات الأوروبية والبلدية المقبلة".

وأضاف "وهكذا يفترض أن يعبر الشعب الفرنسي الذي يملك رؤية لبلاده"، معتقداً أن فرنسا تحتاج اليوم إلى الهدوء والنظام وإعادة العمل بانتظام من جديد.

"السترات الصفر" ترفض وعود ماكرون

جماعة "السترات الصفر" كانت قد توعّدت بسبت دامٍ جديد للأسبوع الخامس على التوالي بعدما رفضت وعود ماكرون.

وعود لم تقنع الفرنسيين الغاضبين من انحياز رئيسهم الآتي من عالم المال والأعمال إلى مصالح الشركات الكبرى، والمصارف، وكبار المستثمرين، على حساب المواطنين المنهكين اقتصادياً.

وتطالب الجماعة بإصلاحات بنيوية تبدأ بالاقتصاد، وتنظيم سوق العمل، ولا تنتهي بتعديل الدستور وإعادة تنظيم العلاقة بالاتحاد الأوروبي.

كما طالبت بوضع سقف دستوري للضرائب كي لا تتخطى نسبة 25 %. وزيادة نسبتها أربعون في المئة على تقديمات الضمان الاجتماعي ورعاية المسنين. إضافة إلى فصل الخدمات المصرفية العادية عن الخدمات المصرفية الاستثمارية.

كما نصّ بيان الجماعة على مطالب سياسية أبرزها: إجراء تعديلات دستورية لاحترام الإرادة الشعبية تنص على إجراء استفتاءات ملزمة. ومنع جماعات الضغط اللوبي والمصالح الخاصة من التأثير في صنع القرار السياسي. واحترام نتيجة الاستفتاء الذي أجري عام 2005 عندما صوّت الفرنسيون ضد معاهدة الدستور الأوروبية المعروفة "بمعاهدة لشبونة ".

وبعبارة أخرى يشير المطلب الأخير إلى رغبة الفرنسيين بالتحرر من سلطة المفوضية الأوروبية.

وقد أطلقت بعض وسائل الإعلام الأوروبية على هذا المطلب اسم frexit على غرار بريكست للدلالة على رغبة الفرنسيين بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

المصدر: الميادين