ولد محمد لغظف يحسم ترشحه للرئاسة .. يخطب ود النظام ويغازل المعارضة

جمعة, 16/11/2018 - 18:21

علمت الصدى من مصدر مطلع مقرب من الوزير الأول الأسبق مولاي ولد محمد لغظف، أن قرار ترشحه للرئاسة أصبح نهائيا ، بعد تحفظ دام عدة شهور شهدت إتصالات سرية مع جهات سياسية متعددة، في أوساط النظام والمعارضة على حد السواء.
وحسب المصدر فإن ولد محمد لغظف أسر لبعض خلصائه قبل شهور، أنه يفكر جديا في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، لكن بشرط وحيد هو أن يكون الرئيس محمد ولد عبد العزيز خارج حلبة التنافس على كرسي الرئاسة سنة 2019م، معللا ذلك أنه من الناحية السياسية والاخلاقية لا يستطيع منافسة الرئيس عزيز على كرسي الرئاسة لا نه يحتفظ له بكثير من الود والاحترام ، رغم تحفظه على المعاملة المسيئة التي عومل بها بعد سطوع نجم غريمه السياسي المهندس يحي ولد حدمين.
ويحرص ولد محمد لغظف على تبرئة الرئيس ولد عبد العزيز من الضربات السياسية التي تلقاها من ولد حدمين ، رغم تطلعه لتدخله لتوقيف ولد حدمين عند حده وهذا ما لم يحصل.
وحسب المصدر يشعر ولد محمد لغظف باستياء كبير من غريمه وخلفه في رئاسة الحكومة ولد حدمين حيث قلم أظافره في أروقة الدولة، وأقال جميع المحسوبين عليه من وظائفهم، وأخيرا تمكن من إقناع ولد عبد العزيز من إقالته ، وهو صديقه القديم ورفيقه في درب الانقلاب و وكبير وزرائه في المأمورية التي شهدت أخطر التحديات ، و تدفقا غير مسبوق للموارد و التمويلات على الدولة.
ولد محمد لغفظ حسب المصدر يبطن معارضة للنظام بل حنقا كبيرا عليه  لكن يحاول بأساليب تخونها الحجة، أن يقنع مقربيه أن علاقته مع الرئيس عزيز لم و لن تضرر بذلك لانه يحترمه كصديق ويقدره كرئيس للجمهورية ، ويذهب ولد  محمد لغظف أكثر في هذا الاتجاه ليشترط عدم ترشح الرئيس عزيز للانتخابات كشرط لترشحه الشخصي ، ويؤكد أيضا أنه يسعى لأن يكون مرشح الرئيس عزيز للانتخابات القادمة ويعتبر أن ما بينه والرئيس عزيز من الود والأسرار يبرر رغبته في أن يكون أفضل خيار للرئيس ، خاصة أن ولد عبد العزيز يقدم على مرحلة تفحها المخاطر ، ويحتاج لصديق مخلص لن يقلب له ظهر المجن بعد التربع على كرسي الرئاسي سنة 2019م ، وطبعا تشكل تجربة الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله ، هاجسا مؤرقا لولد عبد العزيز ، حيث لا يرغب أبدا أن يتكرر له ذلك السيناريو.
لكن ولد محمد لغظف رغم حرصه المعلن على استرجاع ثقة ولد عبد العزيز  ، يبدو أنه لم يحرق مراكب العودة للمعارضة التي يحتفظ بهوى عذري قديم لها ،وهذا ما جعله يستغل  أمتعاضه الصامت ليبعث برسائل غرام مشفرة لأطراف متعددة من المعارضة الموريتانية ،مغازلة لها كي تدعم مشروعه السياسي ، وهو بذلك يسعى لأن يكون شخصية وطنية تحظى بإجماع جميع أطراف المشهد السياسي الوطني ،
وحسب المصدر  دائما أجرى ولد محمد لغظف اتصالات غير مباشرة ببعض شخصيات منتدى المعارضة ، وبحزب التكتل وبالتيار البعثي من خلال الوزير الأسبق محمد يحظيه ولد ابريد الليل الذي يعتبر مرجعية رمزية للبعثين في موريتانيا
وتتحرك شخصيات معارضة حاليا لإقناع بعض جهات المعارضة لدعم ولد محمد لغظف ، بوصفه شخصية سياسية مرموقة استطاع خلال رئاسته للحكومة أن يحتفظ بشعرة معاوية مع المعارضة ، معتبرين أن حظوظ شخصيات المعارضة بالفوز بالرئاسة ضعيفة جدا، وبالتالي من الأفضل أن يتم دعم شخصية سياسية لها حظوظ جيدة بالفوز ،حتى ولو كانت محسوبة على النظام ، لأن ما يهم  المعارضة – حسب المصدر- هو وصول شخصية وطنية مدنية للسلطة، على مستوى من الخبرة التسييرية  والاخلاق السياسية.
ويذهب مروجوا ولد محمد لغظف الى أبعد من ذلك ، معتبرين أن ولد محمد لغفظ رئيسا للجمهورية ، سيكون مختلفا تماما عن ولد محمد لغظف رئيسا لحكومة يشكلها رئيس عسكري ،وصل للسلطة على ظهر دبابة.
ويعضدد هؤلاء حجتهم بأن ولد محمد لغظف له يد طولى في البلاد وشبكة علاقات قوية في جميع انحاء البلاد ، هذا فضلا عن علاقاته القوية والمميزة مع الشركاء الدوليين ، وبالتالي سيكون قادرا على توفير الحماية المحلية والدولية لنظامه في حالة وصوله للرئاسة ، وسيقرأ درس سيدي ولد الشيخ عبد الله جيدا
لكن أطرافا متعددة في المعارضة ترى أن ولد محمد لغظف يعتبر أسوأ خيار يمكن أن يعرض للمعارضة ، باعتبار أنه كان على رأس حكومة الانقلاب العسكري، وهو الذي في عهده شهدت البلاد أكبر واخطر عملية نهب لثرواتها من طرف النظام ، هذا فضلا عن كونه شخصية ضعيفة جدا –  -حسب المصدر -ولو كان على مستوى من العمق السياسي ، ما كان ليدحرج خارج المشهد السياسي لنظام كان من أبرز صناع سياساته. 
المصدر يؤكد أيضا أن ولد محمد لغظف يؤكد أستعداده للاتصال بجميع الشخصيات الوطنية بغض النظر عن موقفها من النظام أو موقف النظام منها بما في ذلك رجل الأعمال المغاضب محمد ولد بوعماتو
ويستبعد بعض العارفين بالرجل أن تكون لديه القوة والجرأة للاتصال بولد بوعماتو لخطورة ذلك على مساره السياسي ، نظرا للخصومة المتأزمة بين ولد بوعماتو و ولد عبد العزيز ، كما أنه من الصعب أن يثق ولد بوعماتو بالرجل سوى في حالة وحيدة وهي أن تكون لديهما علاقات خاصة لم تتأثر بصراع ولد بوعماتو مع النظام ، وذلك يثير من التساؤلات ما يكفي لقمع النظام للطموح السياسي لولد محمد لغظف في وقت مبكر.
هذا وترى مصادر أخرى أن ولد محمد لغظف قد يكون خيارا جيدا للرئيس محمد ولد عبد العزيز لكنه ليس الخيار الأول ، فتذهب بعض السيناريوهات الى ان  المرشح الرسمي للنظام لن يكون سوى وزير الدفاع محمد ولد الغزواني لكن ذلك لا يمنع من ترشيح ولد محمد لغظف وشخصيات مماثلة له لكي يضمن النظام احتواء الخزان الانتخابي حتى لا يسجل أي مرشح للمعارضة نسبة تصويت معتبرة في الانتخابات الرئاسية القادمة.  
المصدر: الصدى نت