السلطات تتجاهل تفشي وباء الضنك في عدة مناطق من موريتانيا والعمل على رفع دعوى قضائية ضد جهات مختصة

أحد, 04/11/2018 - 19:34

تواصل السلطات الصحية والحكومة الموريتانية تجاهل تفشي حمى الضنك التي تضرب بقوة في العاصمة نواكشوط وفي الزويرات وفي مناطق مختلفة من البلاد وتتسبب في اكتظاظ غير مسبوق للمرضى المصابين بهذا المرض الفيروسي المعدي في مراكز الاستطباب والمستشفيات والعيادات الخاصة بينما ترقد غالبية المرضى بمعاناتها مع هذا الوباء في بيوتها لعجزها عن تسديد فواتير العلاج وخاصة بالنسبة للطبقتين الفقيرة والمتوسطة

عشرات آلاف المواطنين أصيبوا بهذه الحمى الفيروسية التي يمكن أن تتحول إلى حمى نزيفية بسبب المضاعفات فيما تواصل المراكز الصحية الحكومية والعيادات الخاصة جني الأموال من معاناة هؤلاء المواطنين وذلك للسنة الرابعة على التوالي عقب كل تساقطات مطرية

ولم تتخذ السلطات إجراءات وقائية ولا تدابير لاحقة للقضاء على البعوض المسبب لهذه الحمى الوبائية والذي ينشط في النهار ويلدغ الأطراف السفلية فقط حيث تكفي بضعة أيام من إطلاق حملة لرش المبيدات الحشرية وردم المستنقعات التي خلفتها الأمطار ومعالجة أنابيب شبكة المياه التابعة للشركة الوطنية للماء والتي يتسبب تسرب مياهها لمدة طويلة في وجود مستنقعات حول أعطاب الشبكة ما يتسبب في وجود مناخ ملائم لتكاثر وايواء البعوض الحامل لحمى الضنك فضلا عن الملاريا

ويستغرب المتابعون تجاهل الحكومة لهذا الوباء الذي يتواصل منذ نهاية سبتمبر الماضي رغم خطورته ومعاناة المواطنين منه وما يسببه من تأثير سلبي على الصحة العامة وأداء الأفراد والتكاليف المالية غير المبررة

هذا التجاهل دفع ببعض المنظمات المجتمعية للتفكير بشكل جدي في رفع دعوى قضائية ضد المكتب الوطني للصرف الصحي والشركة الوطنية للماء وإدارة الوقاية والسلطات البلدية لتقاعسها عن أداء واجباتها لحماية المواطن والتسبب المباشر في تفشي هذه الحمى الوبائية

يذكر ان هذه الحمى تسمى في الأوساط الطبية باسم "حمى الوسخ" لأن السبب المباشر فيها هو الاوساخ التي تترسب في مستنقعات الأمطار وشبكات المياه التي تقاعس المكتب الوطني للصرف الصحي وشركة الماء عن سحبها من الشوارع والطرقات ثم تجاهلت وزارة الصحة تفشي الداء ولم تقم بأي إجراء تحسيسي للوقاية منه