البعد القومي في القضية الفلسطينية / النجاح بنت محمذفال

اثنين, 28/06/2021 - 17:27

أعادت زيارة القيادي العربي الفلسطيني الأخ إسماعيل هنية إلى انواكشوط مسألة البعد القومي للقضية الفلسطينية وهذا ما يدعو إلى التذكير بأن اللقاءات الودية التي تجري من وقت لآخر بين قادة النضال الفلسطيني، مهما كان انتماؤهم، لا يمكن ان تستخدم منبرا لإثراء الولاءات الايديولوجية الضيقة خاصة إذا كان الامر يتعلق بالتقليل من شأن البعد القومي في القضية الفلسطينية وثراء هذا البعد في الساحة السياسية الموريتانية خاصة إذا اعتبرنا:
1 - أن الرباط الوطني لنصرة القضية الفلسطينية تأسس على أيدي القوميين الناصريين من خلال نضالهم ضد مسار التطبيع  على هامش تشكيل تكتل  القوى الديمقراطية، وكان ذلك بدعم من رفاقهم في التكتل وعلى رأسهم  
الأمين العام للحزب حينئذ السيد محمد محمود ولد امات 
الفنانة اللامعة والسياسية المتألقة المعلومة بنت الميداح 
الحقوقية البارزة القيادية في حزب التكتل النانه بنت شيخنا 
الوزير سيدي ولد سالم 
أما من الناصريين فنذكر: 
الوزير محمد الأمين ولد الناتي
 النائب الخليل ولد الطيب  
الأستاذ محمد سالم ولد بمبه
السيد محمد محمود ولد الشيخ
 وغيرهم 
فلا مجال لجلب السذج لاتخاذ الرباط منبرا للتحامل على القوميين 
2 - إن العلاقة بين القوميين والقضية الفلسطينية علاقة أزلية والحديث عنها يطول ، إلا ان حصار الفالوجة بقضاء غزة سنة 1948 من قبل العصابات الصهيونية ودفاع كتيبة مصرية عنها كان القائد الثاني فيها المرحوم جمال عبد الناصر ومقاومة تلك الكتيبة لقوات الاحتلال التي كانت الامبراطوريات المجاورة وراء تهجيرها إلى فلسطين من أوروبا لأكبر دليل على أن العمل القومي انطلق من فلسطين ..فمنها تم التفكير في تغيير أوضاع الوطن العربي  .. وفيها تشكل الحلم  القومي العربي في أهم تجلياته.حيث منها بدأ التفكير في ثورة 23 يوليو 1952.
3 - لا يمكن المزايدة على القوميين في القضية الفلسطينية .. فقد خاضت مصر الناصرية عدة حروب من أجل القضية الفلسطينية كانت نتائجها سجالا بين الهزيمة والنصر كأي حرب! لكن التمسك  بالقضية الفلسطينية ظل مصدر إرادة قوية  في كل الأجندات الناصرية .. كما كان القوميون البعثيون درعا للقضية الفلسطينية وتساقطت صواريخهم على عاصمة الكيان  الغادر وظلوا من مأساة إلى مأساة من أجل القضية الفلسطينية حتى سقط العراق محتلا وقائده صدام حسين شهيدا 
فأين كان غيرهم عندما حكموا مصر وطالبهم الرأي العام بثلاث مطالب تتعلق بفلسطين هي: 
1 - إنهاء مسار التطبيع 
2 - العمل على المستوى الدولي من أجل رفع الحصار عن غزة 
3 - إلغاء اتفاقيات كامب ديفيد 
وقد فشلوا في تحقيق اي من ذلك 
4 - إن ركوب الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني وجعله مطية لتعميق الجرح العربي والسعي إلى إحضاره في مناسبة سياسية بأهمية زيارة الأخ إسماعيل هنية إلى بلده الثاني موريتانيا لهو أحد الكبائر في عالم السياسة التي تجعل من أصحابها وجعا دائما يؤرق الأمة لكنه لن يقضي على إرادتها في الحرية والوحدة.
إنه لمن المفارقات أن لا تجد قيادات المقاومة الفلسطينية مهربا من الإشادة العلنية عبر القنوات؛ بما قدمته الأنظمة القومية من صنوف الدعم والمؤازرة والنصرة والإيواء والاحتضان للمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس؛ لدرجة وصفهم دمشق مثلا بأنها هي "عاصمة المقاومة" وأنها هي الأحق بالتحية والتقدير ..  في حين نرى غيرهم لا هم له إلا الالتواء ونكران الدور القومي.
لكن هذا لن يزيد القوميين إلا خشوعا أمام عظمة القضية الفلسطينية!
ولن يقدم أعداء القومية العربية إلا بالصفة التي يستحقون وهي امتلاك الضغينة ضد الأمة والعجز عن تقديم أي رصيد ذي ثقل سياسي أو عسكري يفيد القضية الفلسطينية ..
لهم أن يقولو ما بوسعهم لكنهم لن يطمسوا - مهما تعالى صياح الدجاج- كل الحروب العربية التي قامت من أجل فلسطين.
ولن يتمكن أي ساخط من أن يجعل الدم العربي المنهار في فلسطين أي دم آخر  !!
ليس بالإمكان تغيير حكم الله في خلقه الذي جعل رسالة الاسلام أمانة لدى رسول عربي هو محمد صلى الله عليه وسلم 
ليس واردا ان نجعل دولة الخلافة الراشدية قامت على غير رجال عرب أخلصوا دينهم لله
و مهما تطاول البعوض فلن ينفي أن العرب اوصلوا الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها 
وأن تحرير الأقصى من هنا رسالة كل العرب والمسلمين.