بعد تسجيل 600 إصابة: تحليل الدم يكشف سر "المرض الغامض" في الهند وعلاقته بكورونا

سبت, 12/12/2020 - 00:39

أعلنت السلطات المحلية في ولاية "اندرا براديش" جنوب الهند عن ارتفاع عدد الإصابات بالمرض الغامض الذي أُعلن عنه قبل أيام، إلى أكثر من 600 إصابة، في الوقت الذي كشف فيه خبراء عن احتمالية ارتباط المرض بانتشار فيروس كورونا، ولكن بشكل غير مباشر. 

موقع "سكرول إن" الإخباري الهندي، أكد أن مناطق جديدة في الولاية قد شهدت ظهور الحالات الجديدة للمرض الغامض.

وذكر الموقع أن نحو 30 إصابةٍ جديدة سُجلت خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد المصابين إلى 600 إصابة، يعاني معظمهم من أعراض التقيؤ والإغماء، ونوبات تشبه حالات الصرع.

كيف بدأ انتشار المرض الغامض؟

الحالات الأولى "للمرض الغامض" كانت قد ظهرت قبل أيام، ونُقل العشرات إلى المستشفيات، فيما توفي شخص واحد حتى الآن.

وبحسب وسائل إعلام هندية، فإن المسؤولين الذين يحققون في أسباب الإصابة بالمرض، يتوقعون أن يكون الاستخدام المفرط للكلور ومسحوق التبييض في مجاري الصرف الصحي بغرض مكافحة فيروس كورونا أدى إلى تلوث المياه، وبالتالي ساهم في إصابة الناس بذلك "الداء الغامض".

بدوره، قال وزير الصحة بولاية أندرا براديش، كريشنا سرينيفاس، إن هذه إحدى النظريات التي يجري البحث فيها من قبل السلطات المختصة.

الأسباب المحتملة

خبراء من معهد عموم الهند للعلوم الطبية في دلهي، ومنظمة الصحة العالمية، والمعهد الهندي للتكنولوجيا الكيميائية، وجهوا نصائح لحكومة الولاية بمواصلة تركيزها على اكتشاف مصدر تلوث المياه.

يأتي ذلك بعدما كشفت حكومة ولاية أندرا براديش، الثلاثاء الماضي، عن وجود آثار النيكل والرصاص في عينات دم المرضى، والتي قد تكون السبب وراء ظهور هذا المرض الغريب.

ومع أنه لا يزال مصدر هذه الجسيمات غير معروف، إلا أن فريقاً من الباحثين قدموا من نيودلهي لفحص عينات الماء والغذاء، لتحديد كيفية تسلل المعادن الثقيلة إلى أجسام المرضى.

من ناحية أخرى، يسعى مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية ومقره حيدر آباد، للحصول على عينات من المرضى، حيث من المتوقع ظهور أشياء تسببت في تفشي المرض في غضون أسبوع تقريباً.

كما تم تشكيل فريق يضم علماء ومسؤولين من مؤسسة إيلورو البلدية وقسم الصحة وإدارة الإيرادات لتتبع مصدر تلوث مياه الشرب.

كورونا و "المرض الغامض"

واستبعد وزير الصحة في الولاية "كالي كريشنا سرينيفاس"، أن يكون كوفيد-19 هو سبب تلك الأعراض، قائلاً: "إن الاختبارات أثبتت عدم إصابة المرضى بفيروس كورونا".

من جهته، قال مصدر طبي في مستشفى إلورو الهندية : "إن المصابين وتحديداً الأطفال، بدأوا فجأةً في القيء بعد شكواهم من حرقان في العيون. وفقد بعضهم الوعي، فيما عانى الآخرون من نوبات صرع".

إضافة إلى ذلك، خضع المصابون لعددٍ من الاختبارات، مثل اختبارات الدم ومسح الدماغ والسائل الدماغي الشوكي، لكن النتائج لم تدعم أيّ تشخيصٍ بعد.

ما هي آثار التعرض للرصاص والكلور؟

تضعف المستويات المرتفعة من الرصاص في الدم نمو الدماغ والأجهزة العصبية وأعضاء حيوية مثل القلب والرئتين.

ومركبات الكلوريد العضوية ممنوعة أو تُفرض قيود على استخدامها في دول كثيرة، بعدما ربط باحثون بينها وبين مرض السرطان ومخاطر صحية أخرى.

ولم يتضح على الفور مدى انتشار هذه الكيماويات في الهند، بالرغم من أنه لا وجود لها في مادة دي.دي.تي المستخدمة في مكافحة البعوض.

ويجري خبراء منظمة الصحة العالمية مسحاً للأحياء في مدينة إلورو ومحيطها، لجمع معلومات مختلفة بما فيها مصادر الطعام.

وتجري السلطات الصحية الهندية اختبارات مختلفة، كما وعد رئيس وزراء الولاية باتخاذ إجراءات تصحيحية بمجرد اكتمال التحقيقات.

المصدر: وكالات