ستون عاما من الإستقلال ... كيف نحتفل ؟

خميس, 05/11/2020 - 14:34

خلال فترات الغربة كنا نكتفي بالإستماع إلى شريط كاسيت المرحومة دبمي منت أبة (يا موريتان عليك أمبارك الاستقلال) و نحتسي كؤوس الشاي مع حكايات و ذكريات و أحلام من خيال الشباب و الوطن و الشوق و الإنتماء
اليوم وبعد 60  سنة من الإستقلال او الإستغلال كيف نحتفل ؟

لن أمعن النظر في معاناة الداخل بل أكتفي بسرد مظاهر الإحتفال المزعوم في العاصمة نواكشوط
 بعد مرور 60 عاما على تأسيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية حيث لا تزال العاصمة بلا صرف صحي و تتحول إلى مجموعة من الأرخبيلات عند سقوط مليمترات من الأمطار و شوارع عائمة متسخة و أسواق تشبه أفلام الخيال و الرعب 
60 سنة و الحصاد المر، لا محاصيل زراعية و لا ألبان و لا بنى تحتية، ومستشفيات متهالكة و مدارس متآكلة و طرق تحصد الأرواح

شعب تحت خط الفقر و حكومة و لصوص المال العام فوق خط الغنى، لهم ريع المشاريع و الصفقات و للشعب الضرائب و الأسعار الصاروخية 
60 سنة غاب فيها مفهوم الدولة كمؤسسات و كيان حاضن و جامع، و سيطر مفهوم القبيلة و المشيخة التقليدية حيث القبيلة هي ترمومتر الأصوات وهي الطريق السالك إلى التعيين و التوظيف و الامتيازات 
بعد 60 سنة من الاستقلال طوابير عند السحر من أجل الحصول على كيلو غرامات من السمك الردئ لأغنى شاطئ أسماك في العالم و أجودها حيث يتمتع الأجانب بصفقات تمييزية للصيد عبر اتفاقيات مشبوهة
 60 عاما و شبكة نقل رديئة و عاصمة تعاني من انقطاع التيار الكهربائي و شح الماء و مظاهر الفقر و العوز و أحياء القصدير  و عربات الحمير و أطفال الشوارع و جبال القمامة و القاذورات رغم وجود بلديات و جهات و إدارات تنشط لجمع الضرائب و الإتاوات 
مسالخ تفتقد للمعايير الصحية و ظروف نقل اللحوم والمواد الغذائية  في غاية الخطورة فهي معروضة و معرضة للغبار و أشعة الشمس و تغييرات عوامل الطقس و المناخ 
60 عاما لا تزال القبيلة تحتفظ بشاعرها و فارسها و عزيزها و ذليلها وحاميها و حراميها 
بعد 60 عاما من الاستقلال لا شئ بمنأى عن السطو من البنك المركزى إلى الخزينة إلى المحكمة العليا و القائمة تطول 
بعد 60 عاما من الاستقلال يجد المواطن نفسه مضطرا للدفع من أجل الحصول على الأوراق الثبوتية من شهادة الميلاد إلى جواز السفر و حتى فحص كورونا رغم الصندوق الأسود أبو المليارات 
 خلاصة القول أن الاحتفال هو فرصة لأصحاب المعالي و النياشين و الرتب و العمائم لتقاسم الكعكة فهم فقط من يستحقها أما بقية الشعب فهم غرباء فقراء ربما ل 60  سنة قادمة

عبدو سيدي محمد